بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع رئيس الوزراء نوري المالكي امس في الأزمة السورية «بشكل عميق»، على ما أفاد بيان للحكومة العراقية التي أشارت إلى الترابط بين الأزمات التي تعيشها المنطقة. ووصل كيري إلى بغداد صباح امس، وأعلنت السفارة الأميركية في بغداد في بيان مقتضب أن زيارته ل «لتأكيد التزام الولاياتالمتحدة بالشراكة الاستراتيجية مع العراق وستبحث في القضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب وجهود العراق لبناء ديموقراطية واقتصاد قويين». وأوضح بيان الحكومة العراقية أن المالكي بحث مع كيري «بشكل عميق في قضايا المنطقة والأزمة السورية وجهود مكافحة الإرهاب، اضافة إلى تطوير العلاقات وزيادة التعاون بين البلدين». ونقل البيان عن المالكي قوله إن «العراق يسعى إلى إقامة افضل العلاقات مع الولاياتالمتحدة وتفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي في كل المجالات». وأكد «دعمه الحوار واعتماد الدستور أساساً لحل المشاكل الداخلية»، ولفت إلى وجود ترابط كبير بين المشاكل التي تعاني منها المنطقة، وأضاف أن «أي دولة لا تستطيع عزل نفسها عما يدور حولها نتيجة تداخل مشاكل المنطقة وتأثيراتها المتبادلة». ونقل البيان عن كيري تأكيده «أهمية تطوير العلاقات الثنائية واهتمام بلاده بوجهة نظر الحكومة العراقية في قضايا المنطقة والأزمة السورية بشكل خاص». وأشار إلى أن «وجهات النظر متقاربة في ضرورة إيجاد حل سياسي للأوضاع في سورية لتجنيب شعبها المزيد من المآسي مع القلق من تطور الأحداث هناك وضرورة العمل لتطويقها». وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، رفض كشف اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية امس إن «كيري تحدث عن أهمية مشاركة العراق في اجتماعات لمناقشة مستقبل سورية، لكن لن تلائم المشاركة العراق طالما انه يسهل عبور المقاتلين والأسلحة الإيرانية من خلال الرحلات الجوية لدعم الأسد». وأضاف أن «الآمر الأساسي هنا هو مناقشة المستقبل السياسي في سورية، والعراق يجب أن يكون جزءاً من ذلك، والمستقبل يجب أن يكون على أساس رحيل الأسد، لا على أساس السماح باستمرار الدعم الإيراني». وكان مسؤول أميركي دعا الأسبوع الماضي العراق إلى «تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سورية، وأشار إلى أن واشنطن قدمت شكوى إلى كل أطراف الحكومة العراقية حول النقص في إجراءات التفتيش». وقال «من المنطقي إيقاف الطائرات وتفتيشها على الأقل، فليقوموا بذلك بطريقة قانونية وليختاروا الطائرات عشوائيا، علماً انهم يقومون بدل ذلك بغض النظر». وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي محمد الشبكي ل «الحياة» إن «زيارة كيري تناولت بكل تأكيد تطورات الوضع الإقليمي والداخلي». وأضاف أن «الموقف العراقي من الأزمة السورية ما زال محل تحفظ في واشنطن». وأضاف أن «الأزمة السياسية الداخلية مستمرة منذ شهور وتفاقمت أخيراً مع انسحاب جزء كبير من الحكومة وغياب التوافق بين الكتل السياسية اضافة إلى التظاهرات الجارية في عدد من المحافظات كل هذا كان حاضراً في محادثات كيري مع المسؤولين العراقيين». إلى ذلك، اعتبر عضو كتلة «العراقية» رعد الدهلكي أن الزيارة «تكشف مخاوف الولاياتالمتحدة من الوضع السياسي والأمني في البلاد». وقال ل «الحياة» إن «واشنطن تبدي قلقاً متصاعداً من تفاقم الأزمة السياسية بسبب سياسات الحكومة التي قاطعها معظم أعضائها». وأشار إلى أن «قرار الحكومة الأسبوع الماضي تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في الأنبار والموصل التي تشهد تظاهرات مناهضة للحكومة كشف استياء أميركياً ومخاوف على مصير العملية الديموقراطية في البلاد وقد تحفّظ السفير الأميركي عن قرار التأجيل». وتعتبر زيارة كيري الأولى منذ تسلمه منصبه وجاءت بعد أيام من الذكرى العاشرة للغزو الأميركي للعراق عام 2003.