نفت الحكومة العراقية أمس أنباء عن طلبها مساعدة الولاياتالمتحدة للسيطرة على أجواء البلاد وتفتيش الطائرات المتجهة إلى سورية. وشددت على أن «الشبهات» حول موقفها من الأزمة السورية لن تؤثر في علاقاتها مع واشنطن. وكان رئيس الحكومة نوري المالكي أبلغ إلى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مساء الجمعة «عدم ارتياح العراق إلى إثارة بعض الأوساط الأميركية غير الرسمية الشبهات حول موقفه من الأزمة السورية». وأشاد المسؤول الأميركي «بقدرة بغداد على حل المشاكل الداخلية»، على ما جاء في بيان لرئاسة الوزراء. ودعا المالكي واشنطن إلى «تعاون أكثر لحل مشكلة منظمة مجاهدين خلق وإخلاء العراق منها بأسرع وقت». وأوضح مستشاره الإعلامي علي الموسوي في تصريح إلى «الحياة» أن «الإدارة الأميركية غير مبالية بتصريحات بعض أعضاء الكونغرس وبعض الجهات غير الرسمية التي تتهم العراق بدعم النظام السوري أو تسهيل مرور الإمدادات عبر أراضيه». وزاد أن بايدن نقل عبر الاتصال الهاتفي مع رئيس الوزراء نوري المالكي موقف واشنطن الرسمي الداعم للموقف العراقي بالسيطرة على الأجواء والأراضي العراقية ومنع تسلل السلاح إلى الأراضي السورية». ونفى المسوي بشدة وجود نية لدى الجانب العراقي لطلب مساعدة القوات الأميركية للسيطرة على الأجواء. وقال: «حتى الآن لم تقدم الحكومة مثل هكذا طلب لأنها قادرة على اعتراض أي طائرة وتفتيشها كما أن الجانب الأميركي طلب تشديد تفتيش الطائرات ولم يعرض المساعدة». وأضاف: «كل طائرة يتم الاشتباه بها سيتم تفتيشها وهذا أمر سيادي يعني الحكومة العراقية وحدها». وكانت الحكومة العراقية أعلنت أول من أمس أنها أبلغت إلى طهران عزمها على اعتراض الطائرات الإيرانية المارة في أجواء العراق باتجاه سورية لتفتيشها والتأكد من أنها لا تحمل أسلحة أو معدات عسكرية كما كشفت أيضاً رفضها السماح لطائرة كورية شمالية بعبور الأجواء بعدما اشتبه في أنها تحمل أسلحة وخبراء إلى سورية. يذكر أن العراق تسلم نهاية العام الماضي مسؤولية حماية الأجواء من القوات الأميركية غير أن مصادر في الحكومة كشفت خلال الأسابيع الماضية أنها في صدد دراسة طلب المساعدة الأمنية من الولاياتالمتحدة في الفترة القريبة المقبلة، لوقف التدهور الأمني الذي تشهده البلاد. وأكد البيت الأبيض في بيان مقتضب أمس أن «بايدن بحث خلال اتصاله بالمالكي ملفات تتصل بالأمن في المنطقة، وبينها ضرورة منع أي بلد مهما كان من استغلال الأراضي أو الأجواء العراقية لإرسال أسلحة إلى سورية». وكانت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس لمحت في اجتماع للمجلس حول نظام عقوبات المنظمة الدولية على إيران إلى دور العراق في إيصال السلاح إلى النظام السوري، إذ شددت على أهمية التزام «جيران إيران بمنع مرور شحنات السلاح غير المشروعة عبر أراضيهم».