الحرص الأميركي على تأكيد استقلالية القرار العراقي في تحديد مساره، والتفاؤل في مستقبل العراق على رغم التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها بغداد اليوم، يطبع لهجة واشنطن في مقاربة هذا الملف. ويشير مسؤول أميركي رفيع المستوى في حوار مع «الحياة» الى أن «عملية تشكيل الحكومة والتي نأمل أن تتسارع بعد المصادقة على النتائج... ليس لها أي تأثير على جدول سحب القوات الاميركية» الذي «سيتم في موعده»، نافياً بالمطلق وجود أي صفقة أو اتفاق ضمني بين ايرانوالولاياتالمتحدة حول مستقبل العراق بتأكيده أن سلطة القرار هي في بغداد وفي أيدي العراقيين. المسؤول المعني مباشرة بالاستراتيجية الأميركية في العراق يؤكد أن واشنطن «مثل العراقيين، تأمل بحكومة شاملة لا تستبعد أحدا» و «تمثل تطلع الشعب العراقي الى حكومة مسؤولة تضع نهاية للمذهبية ويكون تركيزها على مستقبل العراق وازدهره وأمنه». وحول التوقعات الأميركية من هذه الحكومة ودور واشنطن في تشكيلها، يقول المسؤول: «نحن نرى كيف أن العراقيين والقيادات السياسية يؤكدون على ضرورة أن تكون هذه الحكومة شاملة ولا تستبعد أحداً... ان الكتلتين (العراقية بزعامة أياد علاوي ودولة القانون بزعامة نوري المالكي) تحدثتا عن الحاجة لتمثيلهما في الحكومة المقبلة». ويضيف: «موقفنا واضح، نؤيد حكومة شاملة لا تستبعد أحدا وندعم المؤسسات، لا ندعم حزباً أو تحالفاً أو أفراداً، ونريد أن نرى العراقيين يعملون معاً». هذا التفاؤل نفسه ينطبق على اللهجة الأميركية في قراءة الوضع الأمني واتمام الانسحاب الأميركي للقوات القتالية في 31 آب (أغسطس) اذ يؤكد المسؤول أن الادارة في واشنطن «لا ترى أي تأثير لعملية تشكيل الحكومة على الانسحاب الذي سيتم بحسب الجدول المقرر». ويبدي ثقة كبيرة في اتمام الانسحاب في موعده وتحول مهمات الخمسين ألف جندي المتبقين الى تدريب القوات العراقية والشرطة. أما عن علاقة العراق بدول الجوار، فيبدو واضحاً حرص الأميركيين على احترام القرار العراقي في رسم العلاقة الثنائية واتخاذ القرارات الاستراتيجية مع جيرانهم. وينفي المسؤول الأميركي الرفيع المستوى نفياً قاطعاً وجود أي «تنسيق أو محادثات أو صفقات سرية» بين «الولاياتالمتحدةوايران حول العراق»، ويقول «ليس هناك صفقة ايرانية - أميركية أو أي نقاشات مع ايران حول العراق». ويضيف «نحن ندعم العراق في رؤيته لعلاقاته الثنائية ولا مباحثات من جانبنا مع أي من جيران العراق حول ما يجري داخله». ويؤكد أن «شكل العلاقة مع ايران يعود تحديده الى العراقيين انفسهم، ونحن ننضم اليهم في رفض أي تدخل خارجي من ايران أو غيرها في تشكيل الحكومة». ويشدد المسؤول الاميركي في الوقت نفسه على ضرورة «تعاضد العراق مع دول المنطقة»، وخصوصاً الجوار العربي، ويقول «نريد حكومة تمضي في هذا الاتجاه ونريد علاقة طبيعية وبناءة مع الدول العربية». وفي ما يخص مسألة ضبط الحدود مع سورية ابتعدت اللهجة الأميركية عن خطط السنة الماضية لتشكيل لجنة ثلاثية لضبط الحدود، وتحولت بحسب كلام المسؤول الى حصر أي قرار من هذا النوع بالسلطات في بغداد، اذ يقول أن» آلية ضبط الحدود والعلاقة مع سورية تعود للعراقيين. ان النجاحات في ضبط الحدود مع سورية عائدة الى العراقيين، ولا نرى تغييراً في موقف سورية».