زادت عملية تسليم جثث 3 من أفراد المجموعة اللبنانية التي تعرضت لمكمن داخل الأراضي السورية وقتل عدد غير محدد بعد من أفرادها، من التوتر المخيم على شمال لبنان وتحديداً على طرابلس ومحيطها ومناطق عكارية، خصوصاً أن نوعاً من البلبلة رافق التعرف إلى الجثث، وزاد من التوتر بث المزيد من مقاطع فيديو صورها المسلحون أفراد المكمن لعمليات تنكيل بخمس جثث عبر شبكة «إنترنت» (واتس أب) وتناقلها الطرابلسيون بمزيد من الغضب، في وقت تواصلت الاشتباكات في طرابلس بين الحيين اللذين تقطن أحدهما غالبية علوية مقابل غالبية سنية. وأدت الاشتباكات إلى جرح عسكريين اثنين ومدنيين. وكان مشهد النعوش الخشبية المحمولة على أكتاف الشبان الغاضبين في المنية والضنية وحي المنكوبين في مدينة طرابلس كفيلاً بتأجيج حال الاحتقان السائدة في المنطقة والتي تترجم وبشكل دموي منذ أيام اشتباكات تعنف أحياناً وتتراجع أحياناً أخرى لتتجاوز في أوقات «الساحة التقليدية المستباحة لمعارك باب التبانة - جبل محسن إلى عمق الأحياء الطرابلسية، إذ سجل امس، سقوط قذائف في شارع نديم الجسر الذي يشكل احد الأسواق الراقية في المدينة، إلى جانب شارع الزاهرية. تسليم الجثث ووصلت امس، سيارات الإسعاف التابعة للمديرية العامة للأوقاف الإسلامية، إلى معبر العريضة (الحدودي الشمالي مع سورية) آتية من سورية تقل جثامين ثلاثة ضحايا من اللبنانيين الذين سقطوا في مكمن تلكلخ، وهم بحسب ما هو معلن: مالك زياد الحاج ديب، خضر مصطفى علم الدين وعبد الحميد علي الآغا. وجرت معاينة الجثث، قبل تسلمها رسمياً من السلطات اللبنانية ممثلة بالأمن العام اللبناني ومن مشايخ باسم دار الفتوى. وأكد أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي انه «بتوجيه من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، جئنا لنشهد ونواكب عملية تسليم جثامين الشهداء إلى ذويهم في لبنان». وأمل بأن «يفرج الله عن سورية ولبنان ونأمل بعودة البقية بأسرع وقت ممكن». وانطلقت سيارات الإسعاف بمواكبة أمنية من عناصر الأمن العام باتجاه مدينة طرابلس إلا أن الجثمان الذي كان من المفترض أن يكون لمالك الحاج ديب تبين لأهله لدى التسليم انه يعود لضحية أخرى هو اللبناني محمد احمد المير فنقل إلى منزل ذويه في القبة ليوارى الثرى في جبانة باب الرمل. وكان أهل القتيل اتصلوا بالصليب الأحمر وأرسلوا الجثمان إلى براد المستشفى الإسلامي، مطالبين الجهات المعنية باتخاذ خطوات سريعة لمعرفة مصير ولدهم وإعادة الجثمان الذي وصل اليهم إلى ذويه. وجرت مراسم تشييع علم الدين في المنية في أجواء من الحزن والغضب، وفي حضور حشد من أبناء المنطقة وردد أصدقاء علم الدين الشعارات المنددة بالنظام السوري، في حين تسلمت عائلة القتيل الآغا في القبة جثمان ابنها في أجواء من الحزن ليوارى في مدافن العائلة في السفيرة قضاء الضنية. وتخلل مراسم تشييع الضحايا إطلاق نار كثيف في الهواء. الاشتباكات تتواصل وتقطعت في هذه الاثناء الاشتباكات على محاور باب التبانة - جبل محسن، بعد ليلة عنيفة، وظلت تسمع في طرابلس أصوات طلقات القنص ودوي انفجارات ناتجة من سقوط القذائف الصاروخية. وتحدثت محطات تلفزيونية عن تعرض مركز للجيش اللبناني في طلعة العمري في جبل محسن لقذيفة هاون، وعن إصابات في صفوف جنود ومدنيين. وأعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان، لاحقاً، أن «قوى الجيش المنتشرة في مدينة طرابلس، واصلت تعزيز إجراءاتها الأمنية لقمع المظاهر المسلحة وإعادة الأمن والاستقرار فيها، وصباح اليوم (امس) سقطت رمانة بندقية قرب أحد المراكز العسكرية في المنطقة، ما أدى إلى إصابة عسكريين اثنين وأحد المدنيين بجروح مختلفة». كما اعلن في الإعلام عن ضبط عبوة ناسفة معدة للتفجير قرب مقهى بعيتي في منطقة التل وعملت فرق من فوج الهندسة العسكرية على تفكيكها. وكان ليل السبت - الأحد شهد اشتباكات عنيفة على مختلف محاور التبانة، البقار، الشعراني، الحارة البرانية، الريفا، المنكوبين والملولة استخدمت فيها مختلف القذائف الصاروخية من «ب 7» و»ب «10 و»اينرغا» بشكل كثيف. وطاول القصف الصاروخي أماكن بعيدة عن مناطق الاشتباكات وتحديداً شارع نديم الجسر. ورد الجيش على مصادر النيران من دون أن يتمكن من وقف الاشتباكات التي تواصلت بوتيرة اخف من الليل. وأدى القصف إلى مقتل غسان معروف وجرح 3 مدنيين هم: مصطفى عرعور، خالد العمودي ومحمد ضناوي.