وقع امس، رئيسا الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي مرسوم إحالة جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن على المجلس العدلي اللبناني، وجرى مساء تعيين قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبي محققاً عدلياً في الجريمة. وفي سياق المعلومات التي توافرت في شأن الجريمة، والتهديدات التي تلقاها عدد من النواب من «تيار المستقبل» قبل ارتكابها وبعده، أبلغت قيادة الجيش النواب المذكورين أنها «لاحقت رقم الهاتف الخلوي الذي استخدم في توجيه رسائل تهديد لعدد من النواب وتبين لها أن الرقم موجود داخل سورية وأنه تابع لشبكة الاتصالات الخلوية السورية وأنها تواصل العمل للتدقيق في هوية صاحبه». وكشف النائب خالد الضاهر، الذي تلقى تهديدات من الرقم المذكور، في حديث تلفزيوني، أن الرقم يعود إلى شخص يدعى حيدر الأسد. بيروت استعادت هدوءها... وكانت بيروت استعادت امس حركتها الطبيعية بعد استكمال الجيش اللبناني خطته الأمنية في الأحياء التي شهدت توترات على خلفية اغتيال الحسن. وشيع أهل القتيل احمد قويدر (فلسطيني) الذي قضى برصاص الجيش اللبناني في محلة قصقص، وسط أجواء مؤثرة خصوصاً أن شقيق الفقيد عبد الله لا يزال في العناية الفائقة في مستشفى المقاصد يعالج من إصابة في رقبته، وذلك على نفقة أهله الذين هم من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وردد رفاق الضحية احمد أثناء تشييعه أن الأخير وشقيقه لم يكونا يحملان سلاحاً أو حتى عصا لحظة إصابتهما بالنار في الجزء العلوي من جسديهما. ... وطرابلس توترت صباحاً وعلى عكس بيروت، تجددت الاشتباكات في شارع سورية بين باب التبانة وجبل محسن، في ساعات الصباح الأولى واستخدمت فيها القذائف الصاروخية والأسلحة المتوسطة والخفيفة لا سيما على محاور الشعراني، البقار، القبة والريفا والمنكوبين والملولة والحارة البرانية والتبانة من جهة، وجبل محسن من جهة أخرى. ورد الجيش اللبناني على مصادر النيران بقوة. وسقط جريحان نتيجة استمرار عمليات القنص على شارع سورية، وهما: ميسلون الدنش ووائل عيتاوي. واعاد الجيش فتح طريق طرابلس الملولة - البداوي التي تربط المدينة بعكار والحدود السورية، ونفذ مداهمات ولاحق المسلحين، وانتشر بكثافة على محاور القتال التقليدية في منطقتي التبانة وجبل محسن، وسير دوريات راجلة ومؤللة في شارع سورية ومستديرة الملولة وسوقي القمح والخضار والشارع الرئيسي في جبل محسن والقبة والأوتوستراد الرئيسي بين التل ومستديرة التبانة. كما أقام حواجز ثابتة على مفترق الطرق وعند مستديرة عبد الحميد كرامي وعملت عناصره على تفتيش السيارات وتوقيف المشتبه فيهم. الجيش: توقيف 100 شخص واعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان لاحق «ان وحدات الجيش المنتشرة في المناطق التي شهدت توتراً امنياً خلال الايام الماضية، واصلت انتشارها تنفيذاً للخطة الامنية الموضوعة لقمع المظاهر المسلحة والتصدي لاطلاق النار ولاعمال الشغب والاعتداء على ممتلكات المواطنين وستستمر بالمهمة حتى عودة الهدوء التام الى بيروتوطرابلس». والتقى قائد الجيش العماد جان قهوجي وفداً من «هيئة علماء المسلمين» وشدد أمامهم ان «الجيش لن يتراجع مطلقاً عن قراره في اعادة الهدوء الى طرابلس بشكلا كامل والتعامل بحزم مع مطلق النار، مطئمناً الى الى انه سيواصل اتصالاته مع جميع الفرقاء المعنيين لتبديد الهواجس». واعلنت ان «حصيلة التوقيفات منذ الاحد وحتى صباح امس، بلغت نحو مئة شخص بينهم 34 شخصاً من التابعية السورية و4 فلسطينيين وضبطت بحوزتهم كمية من الاسلحة الحربية والذخائر والاعتدة العسكرية، واصيب جراء اطلاق النار من قبل المسلحين 15 عنصراً من الجيش بينهم ضابطان». وكان أحصي في المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس 4 قتلى و23 جريحاً منذ اندلاع الاشتباكات وحتى منتصف ليل أول من أمس، ونقل المصابون في جبل محسن إلى مستشفيات زغرتا. التعازي بالحسن حددت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني غداً الخميس موعداً لتقبل التعازي باستشهاد اللواء وسام الحسن والمؤهل أول أحمد صهيوني في ثكنة المقر العام (قاعة الشرف) من الثانية عشرة ظهراً وحتى السادسة مساء. وكانت عائلة الشهيد الحسن واصلت تقبل التعازي في قاعة مسجد بلدة بتوراتيج في الكورة، في حضور المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي. ومن أبرز المعزين: وزير البيئة ناظم الخوري، سفير المملكة العربية السعودية علي بن عواض عسيري على رأس وفد، والنواب: محمد كبارة، بدر ونوس، اسطفان الدويهي، سمير الجسر، الوزير السابق جان عبيد، النواب السابقون عبد المجيد الرافعي، انطوان حداد، سليم دياب، وجيه البعريني على رأس وفد. كما قدم التعازي عدد من قادة قوى الامن وفاعليات.