عبّر رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي مارتن ديمبسي عن «مخاوف» من اقتراب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني)، قائلاً إن عناصر التنظيم باتوا «يختبئون في شكل أفضل من القوات الأميركية»، في وقت أجرى مسؤول ملف محاربة «داعش» الجنرال جون آلن محادثات مع مسؤولين في المعارضة السورية في تركيا. وقال ديمبسي في مقابلة مع شبكة «أي بي سي» أمس إن لديه «مخاوف من أن كوباني ستسقط» لأن مقاتلي «داعش» يضغطون على «ضواحي المدينة وفي المدينة نفسها وهذا مؤشر إلى أنها تقترب من السقوط». وأعرب عن قلقه من «تفاقم أزمة اللاجئين وارتكاب «داعش» مجازر بشعة بحق سكان المدينة». ورأى مراقبون في هذا مؤشراً إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ليست في صدد تصعيد تدخلها العسكري في سورية. وفي حين حذّر مسؤولون أميركيون من إمكانية وصول «داعش» إلى تركيا في حال سيطرتها على عين العرب، قال ديمبسي إن القيادة العسكرية في تركيا قالت له أول من أمس إنها مستعدة للتحرك في حال تحرك «داعش» باتجاه تركيا. واعتبر الجنرال الأميركي أن تركيا «لديها قوات على الحدود لمنع «داعش» من أي توغل في تركيا». ورأى ان «داعش يدرك هذا الأمر وهو (تنظيم) ذكي بما فيه الكفاية لعدم القيام به». وقال إن «عناصر داعش يختبئون في شكل أفضل اليوم من القوات الأميركية. وأصبحوا أمهر في استخدام المعدات الإلكترونية». وأضاف ديمبسي «أن عناصر «داعش» لم يعودوا يرفعون الأعلام الضخمة فوق مواكبهم كما كانوا يفعلون ولا ينشئون مقار عسكرية مكشوفة». إلى ذلك، علم أن المبعوث الأميركي لمحاربة «داعش» الجنرال جون آلن أجرى أمس محادثات مع الرئيس السابق ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا، إضافة إلى محادثات مع مسؤولين أتراك. وقالت مصادر معارضة ل «الحياة» إن الجربا اقترح أن يترأس مجلس دفاع للإشراف على القوى المعارضة المعتدلة التي يجري تدريبها. وكانت أنقرة اقترحت إقامة «منطقة آمنة» بغطاء جوي في شمال سورية تكون محرّمة على قوات النظام السوري و «داعش» لحماية العدد المتوقّع من اللاجئين في ضوء الحرب على «داعش» في شمال سورية. وربطت أنقرة تحقيق ذلك بخوضها الحرب ضد التنظيم والسماح بإقامة معسكرات لتدريب المعارضة المعتدلة بموجب تفويض الكونغرس الأميركي وتخصيص 500 مليون دولار أميركي لهذا الغرض. إلى ذلك، واصل مسؤولون أميركيون لقاءاتهم مع شخصيات سورية كان بينهم لقاء أجراه معتز الخياط رجل الأعمال الناشط في مساعدة السوريين، مع مسؤول لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس إدوارد رودس والمبعوث الأميركي دانيال روبنستين والمبعوث السابق فريد هوف. وأعرب رودس في رسالة خطية إلى الوفد السوري عن «القلق من من المعاناة البالغة التي يتعرّض لها الشعب السوري إن كان العنف غير المسبوق من نظام (الرئيس بشار) الأسد وأخيراً من داعش». وأفاد مشاركون في الاجتماعات بأن اللقاءات تناولت «المشاركة مع نظرائهم من رجال الأعمال في الدول الصديقة للشعب السوري بإعادة إعمار ما دمر من بنية تحتية ومنشآت ومؤسسات سورية». وقال الخياط إن «الحرب أنهكت سورية ودمرتها، ويجب ألا ندخر جهداً كرجال أعمال سوريين في لقاء كل القوى الدولية المؤثرة مثل الولاياتالمتحدة، من أجل المساعدة لوضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب السوري». وأعلن عن البدء بتأسيس مركز سوري ل «محاربة الفكر المتطرّف» في المنطقة». وقالت جين ساكي الناطقة باسم الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية جون كيري تحدث مرتين في الأيام الأخيرة إلى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إحداها ليل الإثنين، والأخرى صباح الثلثاء. وأضافت: «تركيا تحدد ما هو الدور الأكبر الذي ستلعبه في المضي قدماً، وتلك المحادثات مستمرة. لقد أشاروا إلى أنهم منفتحون على فعل ذلك، لذا فإن هناك حواراً نشطاً يجرى في هذا الصدد».