استبقت «هيئة التنسيق النقابية» موعد جلسة مجلس الوزراء التي عقدت بعد ظهر أمس، فنظمت اعتصامها الأكبر منذ أكثر من شهر على بدء تحركها، في فترة قبل الظهر عند مفرق الطريق إلى القصر الجمهوري، ك «بادرة حسن نية» بعدم الضغط على الوزراء المتجهين إلى القصر لحضور الجلسة والمخصص أحد أبرز بنودها لدرس سبل تمويل سلسلة الرتب والرواتب لإحالتها على المجلس النيابي. وتوحد المشاركون في التحرك المفتوح في اعتصام مركزي واحد. فانتقلوا من مختلف المناطق إلى بعبدا، وانضم إليهم معلمون من مدارس خاصة اقفلت أبوابها نزولاً عند قرار نقابة المعلمين بالعودة إلى الإضراب ليوم واحد، فوقفوا إلى جانب موظفي القطاع العام يهتفون من أجل السلسلة ويؤكدون المضي في تحركهم المطلبي حتى النهاية. وكانت عشرات الفانات والسيارات الخاصة نقلت المئات للمشاركة في الاعتصام من البقاع والجنوب والشمال فسجل شلل تام في الدوائر الرسمية، كما تعطلت المرافق الحيوية لأربع ساعات مدة التحرك المركزي ولا سيما حركة المطار، حيث اعتصم المراقبون الجويون في مكاتبهم في إدارة الطيران المدني، ولم يقدموا أي خدمات جوية باستثناء متابعة مسار الطائرات العابرة في الأجواء اللبنانية، وحركة المرفأ إلى جانب إدارات عامة أخرى. وتركزت الكلمات التي ألقيت على «انتظار ما ستسفر عنه جلسة مجلس الوزراء لاتخاذ الإجراءات اللازمة في شأن التحرك التصعيدي في ضوئها». وهتف المعتصمون للحركة النقابية دون غيرها، وقال عضو الهيئة حنا غريب: «عندما نطالب بإحالة السلسلة إنما نطالب كل الوزراء والمسؤولين وخصوصاً الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي ونقول لهم: «الموظفون ينادونكم بالجباه المرفوعة، كرامتهم تأبى عليهم أن يخضعوا لأي كان في هذا البلد، لن نركع لحيتان المال». وتمنى على الوزراء «التصويت إلى جانبنا ولا سيما الوزراء الذين التزموا وتعهدوا الاتفاقات». وزاد: «لن نغير مواقفنا. قلنا أحيلوا السلسلة بحسب الاتفاقات. لكنهم تراجعوا ولم يحترموا تواقيعهم. وعلى طاولة مجلس الوزراء يطرح اليوم خفض السلسلة 5 في المئة، التقسيط والتجزئة حتى 2016 والدرجات حتى 2018، الانقضاض على الحقوق المكتسبة، قانون التناقص في ساعات التعليم، زيادات المحسومات التقاعدية من 6 إلى 8 في المئة، فرض ضريبة على معاشات التقاعد، زيادة دوام العمل حتى الرابعة بعد الظهر. وقف التوظيف في الدولة. والانقضاض على المتعاقدين وعلى حقوقهم في عدم زيادة أجر الساعة لهم. كل ذلك وكأن السلسلة ليست حقاً وهم اعترفوا بأنها حق». وحذر من أنه «انحياز مفضوح لمصلحة الهيئات الاقتصادية». وقال: «قررنا المضي اليوم في هذا الاعتصام لنسجل موقفاً شريفاً واضحاً، لا لن نقبل بالمساس بالحقوق والمكتسبات. ابقوا صامدين لأنكم قادرون على الاستمرار لمتابعة المعركة وتصعيدها لإحالة السلسلة».