حَيْرَة أبي العلاء حجرٌ بكى بمعرّة النعمانِ، ناعورُ المدينةِ يرفضُ الدورانَ في الدمِ، لا مياهَ هنا ولا حطبٌ لهذا المصطلى لنرى الشواظ وسِقْط زندهِ لا لزوميّاتِ للأمكنةْ في حضرة المتواترِ من شبقٍ إلى المحو المسدّدِ من بداةٍ من برابرةٍ ومن سَلفٍ عطيل العقلِ والكلماتْ شجرٌ سجا في حضرة النعمانِ، غاباتٌ أتتْ ركّاضةً كي تستقي الكَلَما وتنهلُ ماءَها من حكمةٍ لمَعَتْ طويلاً في الزمانِ ورنّ معدنُها في الدُنى قمرٌ هوى بمعرّة النعمانِ منكسرَ الإهابِ جريحَ نورهِ فالهباءُ غدا رداءه والظلامُ حدائقَ للأبدْ، مطرٌ همى في الروح شعّ ندىً ليشطفَ هذه العَتماتِ كي يبقى البصيرُ مسافراً في سِفْره الأسمى إلى الرؤيا. خبز عاجل تقصفُ الطائراتُ المخابزَ، في الحالِ يستشهد القمحُ ثم يموتُ الرغيفُ، ففي أيِّ مضطربٍ كان هذا العجينُ المطارد؟ في أيِّ دسكرةٍ وبلادٍ يكونُ الطحينُ طريدَ القنابل والراجماتِ؟ وفي أيِّ معتركٍ وسماءٍ يصيرُ الطعامُ وسائلَ حربيّةٍ ودروسَ إبادةْ فيا أيُّهذا الخرابُ تمهلْ وأنتَ تطاردُ أفواهنا بالصواريخِ في كلّ زاوية ومكانٍ، مشرّدةٌ في طريق الحرير الشفاه إنها تبحثُ الآنَ عن كسَرٍ من أملْ، مهجّرةٌ خلف تلك الحدود الشفاه تُتمتمُ تقفو مصائرها في ممرّ الثلوجِ لتعبرَ وحل الخيامِ إلى فكرة الخبزِ لكنها الطائراتُ تغيرُ على مخبزٍ ورغيفٍ ليقتلَ في الحال قمحٌ ويذبحُ وردٌ وتُمحى الأصولْ.