أوضح الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أن الأمير سلطان - رحمه الله – كان مهتماً ببناء القوات المسلحة السعودية وتطويرها ورعاية منسوبيها وقال: «لقد وجَّه الفقيد - رحمه الله - عناية خاصة لإنشاء المناطق العسكرية ومشاريع الإسكان والمستشفيات والمدارس والمعاهد والمنشآت الرياضية، وغيرها من مشروعات عملاقة لتحقق لمنسوبي القوات المسلحة كل أسباب الاستقرار الوظيفي والنفسي والاجتماعي والمادي، حتى يؤدوا أعمالهم بكفاءة وفاعلية». وفي تحليله لفلسفة الأمير سلطان في إقامة تلك المشروعات أشار نائب وزير الدفاع إلى «أنها تقوم على أن القوات المسلحة منوط بها امتلاك القوة حيث أن توازنها مع القوى الخارجية حتميّ، فالقوة العسكرية هي التي تحمي القوة الاقتصادية، فلا اقتصاد من دون قوى تحمي إنجازات الدولة الاقتصادية ومواردها الطبيعية، والاقتصاد بلا قوة يظل مهدداً يستجدي حماية الآخرين، والقوة العسكرية هي التي تحمي القوة السياسية فالسياسة تعتمد على ما تمتلكه من أدوات تتعامل بها داخلياًَ وخارجياًَ، وأولها وأهمها القوة العسكرية». وقال: «إن تلك الفلسفة تقوم أيضاً على تكامل منظومة القوى العسكرية، أي تكامل أفرعها، فلا يطغى الاهتمام بفرع على حساب الأفرع الأخرى والاهتمام بالأفرع جميعها بلا استثناء حتى تستطيع القوات المسلحة تنفيذ مهامّها المحددة لها. كما أن القوات المسلّحة منوط بها الدفاع عن حرمة المملكة، واتخاذ جميع التدابير والاستعدادات اللازمة لتحقيق ذلك في أوقات السلم والحرب والأزمات، أي الدفاع عن المملكة وسيادتها ووحدتها وأراضيها وأجوائها وبحارها، والردع والصد لمن يحاول المساس بأمنها وفي الوقت نفسه السعي الجاد المستمر إلى المحافظة على الاستقرار الإقليمي الذي من شأنه دعم المحافظة على أمن المملكة وحماية مصالحها ورعايتها. وأضاف: «إن ذلك يشمل أيضاً اتخاذ جميع التدابير والاستعدادات اللازمة لمواجهة مختلف أشكال التهديد والخطر وأنواعهما ومصادرهما، ولهذا اعتمدت المملكة استراتيجية عسكرية مبنية على العقيدة الإسلامية ثم السياسة العسكرية الوطنية للمملكة، ووجهتها إلى أهداف عسكرية وطنية واضحة تدعم تحقيق الأهداف الوطنية المرسومة التي تضمن الحماية والرعاية لمصالحها. وقال الأمير خالد بن سلطان: «كان - رحمه الله- يرى أن امتلاك قوة الردع يحتاج إلى توافر مزيج من عوامل ثلاثة: القوة والإرادة والعزيمة على استخدامها، وتصديق العدوّ بوجود هذين العاملين، وإذا كانت القوة لازمة من قبل، فقد باتت الآن ضرورة مصيرية لمن يريد أن يحيا في عزة وكرامة، ولكي تكون قواتنا المسلحة ذات كفاءة قتالية يجب على القادة في جميع المستويات الاهتمام الكامل بمرؤوسيهم، صحة طبية ونفسية، ولياقة بدنية وتدريباً، روحاً معنوية وانضباطاً، فضلاً عن الاهتمام بأُسَرهم وذويهم، إضافةً إلى أنه - رحمه الله - كان يرى حقوق الضباط والأفراد أمانة في أعناق قادتهم. وأضاف: «إن قواتنا المسلحة تزداد كفاءة وفاعلية يوماً بعد يوم خاصة أن قيادتنا السياسية لا تبخل عليها بالتسليح الحديث والمعدات ذات التقنية العالية وتزودها بأسلحة الردع اللازمة».