وعن جهود الأمير سلطان - رحمه الله - في الاهتمام بالمجالات العلمية والبحثية، قال الأمير خالد بن سلطان: «إنها تأتي من فلسفة لدى الفقيد، أهمها أن تعلّم العلم لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وأنّ طلب العلم فريضة على كل مسلم، وكان الفقيد يستشهد بمأثور القول: ما تصدق الناس بصدقة مثل علم ينشر، ومداد العالم أفضل من دم شهيد، كما أن العلم والمعرفة وسبيلهما البحث وتطوير أدواته هما الطريق إلى القوة في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء، وأن العمل والإنجاز هما ثمرتهما، فنعيش في عزة وكرامة يحترمنا الأصدقاء ويهابنا الأعداء، ونُضْحِي بحقٍّ خير أمة أخرجت للناس». وأضاف أنّ الفقيد - رحمه الله - كان يرى أن موقعنا البحثي في هذا العصر لا يحقق الطموحات، وكان يتساءل: أين المسلمون من الاختراعات الحديثة؟ وأين هم من الأبحاث الجادّة الهادفة؟ وما هو المجال الذي يتفوقون فيه؟ وهي أسئلة كثيرة يطرحها كل غيور على سمعة وطنه، وكل حريص على الارتقاء بأمّته الإسلامية، وكل متطلع ليكون لبلده مكان في عالم التقنية والتقدُّم. وعدّ في جملة فلسفته - رحمه الله - في هذا الجانب أن طريق العلم طويل وشاق «فلنهيّئ أجيالاً تحب العلم وتُعمل الفكر وتجيد التخطيط، وأن تكون قيمة المرء بما علم وعمل وليس بما علم واستكن، كما أن استقرار تاريخ الحضارة في مسيرتها العربية والإسلامية واجب على كل مسلم، إذ بالعلم والعمل ترقى الأمم، وبهما ساد المسلمون العالم في مختلف المجالات: معماراً وفكراً وأبحاثاً وتأليفاً، إضافة إلى أن علماء المسلمين أثْروا الحضارة الإنسانية في مختلف المعارف، وبالاهتمام بالعلم لن نكون أقل شأناً منهم أو أضعف فكراً، وكما أن العلم وسيلة وليس غاية، فهو وسيلة لتحقيق الأهداف في المجالات جميعها، فالأهداف: سياسية وعسكرية أو اقتصادية لا تتحقق من دون علم، فهذه كانت فلسفته وتلك كانت حكمته».