أرخت «الخصوصية» السعودية سدولها، على مقولة الروسي ستان سلافسكي: «أعطني خبزاً ومسرحاً، أعطيك شعباً مثقفاً»، ليكون مطلب «السكن» ذا أهمية بالغة على «المسرح»، في ظل اتساع دائرة البحث عن مسكن «لائق» في السعودية، وتردد شبح شح القمح. وبينما اهتم منتدى جدة الاقتصادي في نسخته ال13 بأزمة السكن السعودية، في مجمل جلساته، مغفلاً أزمة القمح العالمية، التي كانت أشد «وطأة» على المصريين، فإن السعوديين يتشاركون مع أشقائهم المصريين في أزمة السكن، وبات «السكن» اللائق بمثابة «حلم» عربي. ويرى الخبير الاقتصادي خالد طاش في حديثه إلى «الحياة، أن أزمة «ذوي الدخل المحدود» أزمة عالمية، وهي تختلف من دولة إلى أخرى»، مضيفاً: «من دون شك أصبح السكن أزمة، ومثل هذه المنتديات خطوة ليست كافية للتعرف على بعض النماذج العالمية وحلول الأزمة». وزاد طاش: «مشاركة الجهات الحكومية مهمة بشكل فعال، وهناك اختلاف في وجهات النظر، أعتقد أنها خطوه في الاتجاه الصحيح». ورأى الكاتب الاقتصادي جمال بنون، أن الأزمات الاقتصادية السعودية لا تقتصر على السكن فحسب، بل تعددت كأزمة الأسمنت والشوارع والمياه. وأضاف: «حدث اقتصادي كمنتدى جدة الاقتصادي سجل نقطة لمصلحته، بمناقشة الأزمة الأهم والأكبر وهي أزمة السكن، إذ كان يتحول صوب القضايا الاقتصادية الخارجية، ويغفل النظر عن القضايا الداخلية، ففي هذا العام يعتبر طرح موضوع الإسكان مهماً جداً، فهو يناقش موضوعاً موجوداً في الكثير من الدول العربية، كمصر على سبيل المثال». وأشار بنون إلى أن موضوع السكن يعتبر هاجساً للأسر السعودية، «أعتقد أن موضوع السكن هاجس كل مواطن ورب أسرة، لبحثه عن سكن ملائم في ظل المساحات الشاسعة التي تتميز بها المملكة والقدرات المالية والصناديق الحكومية». وألمح بنون إلى أن حساسية موضوع الإسكان والأراضي البيضاء حالت دون وضع الأصابع على الجرح، وعدم القدرة على المواجهة وزاد: «المطالبة بالعودة إلى الشقق السكنية والفلل لا تعتبر حلولاً، لأن الحلول تأتي إذا كانت هناك مشاريع فعالة، ونحن غير قادرين على أن نلملم أفكار الإسكان في السعودية، فهناك فارق بين المدن الكبيرة والصغيرة في عمليات توفير المساكن».