تدور معارك ضارية في شوارع مدينة عين العرب (كوباني)، في وقت شنت مقاتلات التحالف الدولي- العربي غارات على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في المدينة. وطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شن عملية برية لوقف تقدم التنظيم، في حين انتقدت طهران «الموقف السلبي للمجتمع الدولي» من قضية المدينة. (للمزيد) وأعلنت القيادة الأميركية الوسطى المكلفة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، أن طائرات حربية تابعة للولايات المتحدة والسعودية والإمارات شنت الإثنين والثلثاء خمس ضربات جوية قرب مدينة عين العرب، إضافة إلى أربع غارات في شمال شرقي البلاد. وأضافت في بيان أن ضربة جنوب عين العرب دمرت ثلاث آليات مسلحة وألحقت أضراراً بأخرى، كما دمرت ضربة ثانية جنوب شرقي المدينة آلية مدرعة تنقل مضادات طيران. ودمرت ضربتان جنوب غربي المدينة دبابة، فيما أدت ضربة أخرى إلى القضاء على وحدة تابعة ل «داعش». وكان تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» وضع أنقرة في الخط الأول للصراع في سورية. وحتى لو أنها لم تتدخل بعد، فقد حصل جيشها الأسبوع الماضي على موافقة البرلمان للتدخل في سورية والعراق. وفي حال تمكن مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» من السيطرة التامة على عين العرب، ثالث مدينة كردية في سورية، سيؤمنون سيطرة على شريط طويل متصل من الأراضي على طول الحدود التركية- السورية. وقال أردوغان أمام لاجئين سوريين في مخيم غازي عنتاب جنوبتركيا، إن «الرعب لن يتوقف بإلقاء القنابل من الجو ما لم نتعاون لشن عملية برية مع الذين يخوضون المعركة على الأرض». وقال: «لقد مرت شهور من دون تحقيق أي نتيجة. كوباني على وشك السقوط». وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للبرلمان الفرنسي: «المخاطر كثيرة في كوباني ويجب بذل كل جهد ممكن لوقف إرهابيي داعش وردهم على أعقابهم». وأضاف: «إن مأساة تتكشف ويجب علينا جميعاً أن نتحرك.. نتحرك من أجل كوباني». وأضاف فابيوس إنه تحدث بالفعل مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وإن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيتحدث مع أردوغان في وقت لاحق ل «بحث كيفية التصرف في مواجهة هذا الوضع الملح». ونقلت وسائل إعلام سورية عن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني تحذيره من «السهو» عن التحركات التركية «الخطرة»، فيما انتقدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم «الموقف السلبي للمجتمع الدولي» إزاء هجوم «داعش» على عين العرب. وكان «المرصد» أشار إلى سقوط 400 قتيل من «داعش» و «وحدات حماية الشعب» الكردي منذ انطلاق المواجهات في 16 الشهر الماضي. ودفع هجوم «الدولة الإسلامية»، الذي تمكن من الاستيلاء على حوالى 70 قرية حول عين العرب، بحوالى 300 ألف من سكان هذه المنطقة للهرب، ولجأ أكثر من 180 ألفاً منهم إلى تركيا. ومن أجل لفت الأنظار إلى معركة كوباني، اقتحم عشرات المتظاهرين الأكراد لفترة وجيزة البرلمان الأوروبي في بروكسيل، حيث أكد لهم رئيسه مارتن شولتز دعم البرلمان «الجهود الدولية» لصد «الدولة الإسلامية». وقتل رجل في موش جنوب شرقي تركيا خلال تظاهرة للأكراد الذين كانوا ينددون برفض حكومة أنقرة التدخل عسكرياً لمنع سقوط مدينة عين العرب. الى ذلك، خُطف كاهن فرنسيسكاني و20 من المسيحيين ليل أول من أمس في بلدة قنية في شمال غربي سورية على يد «جبهة النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»، كما ذكرت الرهبانية الفرنسيسكانية.