انتحال الشخصيات في مواقع التواصل الاجتماعي بات سمة بارزة وهاجساً لمستخدمي هذه المواقع، لاسيما إن كانت تلك الحسابات لشخصيات ذات حضور على المستوى الإعلامي والرسمي والسياسي، والمفارقة هنا إجادة بعض المنتحلين لعب دور الشخصية في شكل متقن يحير المتابع ليتساءل هل هذه هي الشخصية الحقيقية بالفعل؟ وفي رصد لحسابات لفتت انتباه المغردين في «تويتر» بأسماء شخصيات كان لها حضور لافت في المجتمع أثناء حياتهم، ومنها الدكتور غازي القصيبي الذي لم يغيبه الموت عن الفضاء الإلكتروني، فهو حاضر بنصوصه الشعرية التي يغرد بها المسؤول على الحساب في كل وقت، إضافة إلى حصر مؤلفاته المتنوعة واقتباس بعض النصوص الواردة فيها، واستعراض المناصب التي تقلدها خلال مسيرته. وقد بلغ متابعو حساب غازي القصيبي أكثر من 140 ألف متابع، بتغريدات تصل إلى نحو 2000 تغريدة. أيضاً الشاعر الفلسطيني محمود درويش، مازال يصدع بأبياته الشعرية عبر حسابه الذي حاول المسؤول عنه أن يكون أدق في تقمّص الدور، واصفاً الحساب بأن محمود درويش مَن يديره ولكن في شكل آخر، وقد تابعه نحو 101,435 من المعجبين، مساهماً بأكثر من 246 تغريدة. جلها تحاكي الأم، وتجسد معاناة الأقصى والشعب الفلسطيني، من خلال كلمات سطرها الشاعر الراحل، وما زال المعجبون يتفاعلون معها كما لو كان درويش ألقاها في أمسية شعرية حيّة. معمر القذافي واحد من الأموات الذين يسرحون ويمرحون في حساب ساخر ب«تويتر»، وظل يمجد نفسه كعادته، ويروّج لكتابه الأخضر ويسخر من هذا وذاك، معلناً في خانة التعريف أنه «ملك ملوك أفريقيا وإمام المسلمين»، وسط متابعين تجاوزوا 4 آلاف برصيد 135 تغريدة، في حين أنه لم يتابع أحداً! وإن كان الحديث عن ظاهرة الحسابات المزيفة لأموات في «تويتر» تقمصت أدوارهم بشتى الأشكال، من بين الساخرة والجدية، إلا أن حساب الكاتب والصحافي الساخر جلال عامر يبدو مختلفاً، فبعد أن وافته المنية انتقلت إدارة الحساب لابنه رامي، مقتبساً في جل التغريدات نصوصاً من أعمال والده، وفي بعضها كان يبدي آراءه الشخصية وأعماله الخاصة مذيلة باسمه، وبذلك ظل الحساب نشطاً كما لو كان جلال على قيد الحياة، وقد تابعه عدد كبير من المعجبين تجاوز عددهم 600 ألف، وبلغت التغريدات 5,357 تغريدة منذ تدشين الحساب. وفي ذات الإطار يتحول مؤشر البوصلة نحو حفيد الشاعر نزار قباني (بلال قباني)، الذي حرص أشد الحرص في كل حساباته بمواقع التواصل الاجتماعية، وحتى المنتديات ألا ينفك ارتباطه بشاعر المرأة نزار، إذ حرص بلال أن يكون معرّفه صلة قرابته بنزار قباني لا أكثر، حيث يكتفي بكتابة (الشاعر بلال قباني حفيد نزار قباني)، ويظهر بلال متأثراً جداً بنزار في كل ما يكتبه من أشعار وخواطر، مستخدماً كثيراً من المفردات التي يستخدمها الشاعر نزار في أشعاره، وكان بلال استخدم صورة رمزية في صفحته الرسمية ب«فيسبوك» تظهر مدى تعلقه بقباني، وقد دمج صورته وصورة نزار، وظهر نصف وجه كل منهما في الصورة، لتكون صورة واحدة.