قال الدكتور عبد الله الغذامي: «ديدني منذ خمسة أعوام أن أحضر لمعرض الكتاب في دعوة من الكتب وفي ضيافة للكتب، هذا حل وضعته لنفسي لكي أخفف من لواعج الحزن على برامج وزارة الثقافة التي تظن أنها تصاحب المعرض، وهي ليست سوى خبر صحافي تنشره الوزارة كأنما هو تطييب خواطر، بل لعلكم لاحظتم هذا العام أنهم تكتموا على برنامجهم وتحفظوا في الإخبار عنه حتى آخر اللحظات، ولعلهم أدركوا في دخيلة أنفسهم أن برنامجهم (يفشل) بحسب التعبير الشعبي، ولا شك أنه شعور صحيح». وأشار إلى أنهم في الوزارة، «ولا شك قيموا أنفسهم قبل الشروع في البرنامج، وكما هي قصيدة محمد العلي «لا ماء في الماء» فإنك لا ترى برنامجاً في البرنامج. هذه كلمة لا بد من أن نُسمِعها للوزارة، وكما تعلم فقد نشرت في «الحياة» مقالة قبل انعقاد جلسات لجان الوزارة نبهت إلى ما سميته حينها بالموبقات الثلاث، وأراهم وقعوا فيها كلها، إنهم يؤثرون السلامة أولاً ويأملون بترضية الكل، ويخافون من حضور أسماء لها في نفوسهم مقام مربك، ولذا وقعوا في إغضاب الكل وفي تجميد الفعالية بتكييف بارد يجمد حتى كراسي البلاستيك، التي تعمر القاعة من دون أنفاس بشرية، وكذا انتهت الحفلة قبل أن تبدأ. هذه هي حال الوزارة منذ تسعة أعوام من حيث المناشط المصاحبة للمعرض». وحول المعرض كاحتفاء بالكتاب، أكد أنه «بلا شك يمثل نجاحاً قوياً للوزارة، وهو يتحسن عاماً بعد عام، وفي كل ما شاهدته وتعاملت معه من ظروف ومن موظفين فقد كان النجاح هو العلامة على وجوههم، وعلى سلوكهم وعلى نتائج جهدهم. لقد جعلوا المعرض أيام عيد، ولا بد من أن نقدر لهم ذلك، ولكن الغصة كل الغصة في الفشل المتصل والمستديم في إخفاقات البرنامج الثقافي، حتى صار شبيهاً بما يسمى طبياً بالمرض المستوطن حين يحل الفايروس ويتجذر ولا تجد سبيلاً إلى مكافحته، إنه برنامج فتك فيه فايروس الخوف حتى أنهكه وجعله شبحاً ثقافياً بدلا من برنامج ثقافي».