انتقد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أمس، الدول التي «تستعين بأميركا وبريطانيا لتخليصها من الإرهاب»، وهاجم حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لأنها «تظلم الشعب وتحتمي به». وجاءت كلمة الصدر متلفزة، على طريقة زعيم «حزب» الله اللبناني حسن نصر الله. وكان الصدر يخاطب أنصاره المحتشدين في مدينة الكوت (جنوب بغداد) لإحياء الذكرى الثانية ل «اليوم العالمي للمظلوم». وطالب عشرات الآلاف من أتباعه بتوفير فرص عمل ومحاربة الفساد وإطلاق المعتقلين الأبرياء من السجون ونبذ الطائفية. وشارك في التظاهرة مبعوث الجامعة العربية ناجي شلغم وعدد من أعضاء مجلس النواب والوزراء ومسؤولون محليون. وقال الصدر إن «عين الاستعمار التوسعية لا تزال تتحين الفرص للانقضاض على الشعب العربي لتخضعه وتركعه وتصل إلى مبتغاها، وهو العولمة، لكي تجعل من العالم كالقرية الصغيرة». وأضاف: «إن الاستعمار يسعى إلى التخريب ويصور الأمور كما يريد، فهو يجعل من تظاهراتنا كأنها تدعو إلى العنف والإرهاب، وإذا أراد حرباً جعل من احتلاله الدولَ حقاً، وإذا أراد لتلك الدول حرباً طائفية سعى إلى التخريب بين الطوائف وإلى الانشقاقات التي تعودنا عليها، لاسيما في العراق». وشدد على أن «الاستعانة بما يسمى الدول العظمى صارت أمراً مستساغاً ومقبولاً»، وضرب أمثلة عدة، منها: «ما حدث في باكستان وأفغانستان». وتابع أن «الاستعانة بهم (المستعمرين) حرام إلى يوم الدين وأمر قبيح وغير منطقي ولا محبوب ولا مقبول اجتماعياً». ودعا إلى «تحرير فلسطين والجولان من الاحتلال الصهيوني وإخراج المحتلين الطغاة من قواعدهم في كل الدول الإسلامية»، مطالباً «الشعب بنبذ الطائفية». وشكر ل «دول الربيع العربي وأنظمته وشعوب المقاومة لأنها لم تستعن بالدول الاستعمارية وبالظالمين على الظالمين». وبعد كلمة الصدر تعالت أصوات أنصاره: «كلا كلا أمريكا. كلا كلا إسرائيل»، وهو الشعار الذي ردده والده رجل الدين محمد الصدر مطلع التسعينات. وفي الشأن الداخلي العراقي، هاجم الصدر حكومة المالكي، واتهمها بالاحتماء بالشعب، وقال إن «الشعب أصبح حماية للحكومة في حين أن الحكومة يجب أن تكون لحماية الشعب، فالسياسيون يحتاجون إلى الشعب في أيام الحملات الانتخابية لكنهم يهملونه بعد أن تنتهي وينعموا بالمناصب والامتيازات». وفي رسالة موجهة بشكل غير مباشر إلى حكومة المالكي، قال:»إن الظلم يصدر من الحكام والمتسلطين تارة ومن الإنسان على نفسه تارة أخرى، فيكون ممن ظلم نفسه أعتى من ظلم الآخرين». ودعا الصدر في الرمادي والموصل وتكريت الناس إلى «عدم اتباع شهواتهم وعدم الابتعاد عن أهلهم». وتابع: «لا نسأل الطغاة لماذا طغوا، بل نسأل العبيد لماذا ركعوا». واتهم بعض الحكومات ب «جعل الشعوب حماة للكراسي بدلاً من حمايتهم»، مؤكداً أنهم «حينما يريدون الاستمرار في الحكم، يسارعون إلى الشعوب ونراهم يصرخون ويزورون ويخرجون أمام شعوبهم، وما إن ينتخبهم الشعب ويصوت لهم حتى يعودوا إلى مناطق خضراء وأخرى حمراء».