«اللوحة مكتملة في الملحمة السوريّة، الفن يهزم الموت، والشهداء يهتفون قبل أن يخترق الرصاص أجسادهم: لا بد من الحرية»، لذلك لا بدّ من «احتفالية الشارع السوري»، التي تنطلق اليوم لمناسبة ذكرى مرور سنتين على اندلاع الثورة في سورية. وتتضمن الاحتفالية معارض للرسم والغرافيتي وعروض أفلام ومسرحيات تحتفل بالخروج «من هيمنة النظام» ولا تخلو من الانتقادات لتجاوزات بعض أطراف المعارضة. وتتوزع أحداث الاحتفالية، التي تمتد حتى 22 من الشهر الجاري، في عدد من المدن والقرى السورية الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، مثل الرقة وتل ابيض في محافظة الرقة (شمال)، وجرابلس ومنبج والباب في محافظة حلب (شمال)، وكفر نبل وسراقب في محافظة ادلب (شمال غرب)، إضافة الى مدن في تركيا وفرنسا والسويد وإيطاليا. وسيشهد فرات مدينة جرابلس مئات من الشموع التي سيحملها الى النهر نساء المدينة ورجالها، لتكون رسائل محبة وسلام إلى المدن التي دمرتها آلة حرب النظام على الضفة الأخرى لنهر الفرات التي تغفو عليها مدينتا الرقة ودير الزور. وتسعى حملة «الحرية لا بد منها» محاولة لاستعادة الفضاء العام الذي «سرق من المجتمع السوري مرتين، على يد النظام الذي هيمن على المجتمع من خلال تماثيل (الرئيس الراحل) حافظ الأسد وصوره وأقواله في الشوارع والساحات والأسواق والبيوت، واليوم على يد الكتائب العسكرية (المعارضة) في سورية من خلال ما تكتبه على جدران المناطق المحررة»، مشيرين تحديداً الى «جبهة النصرة» المتشددة التي «تفرض أعلامها في الشوارع والتظاهرات». وتحاول الحملة أن تواجه ذلك من خلال «تلوين ما تبقى من جدران لم تهدمها أسلحة النظام»، ونشر عبارة «الحرية..لا بد منها» في المناطق التي يمكن الوصول إليها والعمل فيها. أما «قماشة الحرية»، فهي عمل تفاعلي يرسم فيه الأطفال على قماشة ممتدة على أحد شوارع مدينة تل أبيض المحررة خربشات أحلامهم من دون تدخل الكبار، ولن يحدد المكان والزمان بعد تجنباً للقذائف. وتشهد مدينة الرقة التي تعتبر أول مدينة سورية تحرَّر، مجموعة نشاطات، منها العمل على نصب علم الثورة في إحدى ساحاتها الكبيرة، وعروض مسرحية وسط ركام الأبنية المدمرة، وستشهد الساحة التي حطم فيها تمثال حافظ الأسد أمسية شعرية، إضافة إلى نشاطات فنية أخرى. سينما الشارع وستقدم أفلام قصيرة في مدن جرابلس ومنبج والباب، من إنتاج مؤسسة الشارع ومنجزة بين عامي 2012 و 2013 بالتعاون مع مشروع كياني للفنون السمعية والبصرية. ومنها «نساء الزبداني» الذي يحرص على تقديم مقاربة من الواقع، عبر مشاركة نساء البلدة بالنضال السلمي ضد النظام. ويحاول فيلم «بستان الباشا» عرض ما حدث في حي بستان الباشا في حلب الذي سقطت عليه براميل ال «تي إن تي» من طائرات النظام وحولت أبنيته وحيوات قاطنيه الى ركام، من خلال رجل يقطن الحي المدمر بحثاً عن جثة أخيه التي ترقد تحت الأنقاض. ويتحدث فيلم «سوزوكي الحرية» عن سيارة من طراز سوزوكي مخصصة للنقل، اكتسبت هذا الاسم أثناء الاحتجاجات، إذ إنها تجوب شوارع مدينة بنش في ريف ادلب لتبث الأغاني الثورية وتدعو الناس للتظاهر والالتحاق بركب الاحتجاجات. وفي فيلم «هاون» تغني «نسمة» في حي بستان القصر الى جانب منشد التظاهرات في الحي قبل ان تسقط قذيفة على المتظاهرين وينقطع صوت الغناء ويسمع دوي الانفجار. إلى جانب أفلام «يا دوما»، و «فيلم دستور كفرنبل» المدينة الشهيرة باللافتات اللماحة واللاذعة ضد النظام وداعميه وبعض قوى المعارضة نفسها، وفيلم «تذوق طعم الحرية». وتشهد اسطنبول اليوم وغداً حملة رسوم غرافيتي عن الثورة السورية عنوانها «جدران الحرية» بمشاركة شبان أتراك وسوريين، وعروض لسينما الشارع. وستنتقل الثورة السورية اليوم الى ساحة غوستاف في السويد عبر نقل مباشر من مدن وقرى سورية، اضافة الى نشاطات تضامنية تدعم المعتقلين وأسر الشهداء وجمع تبرعات للمستشفيات الميدانية. وسينظم في باريس، معرض للتصوير الفوتوغرافي للسوريين ميزر مطر وفادي زيدان وزياد الحمصي، إضافة الى عرض صور لفنانين عالميين حازوا جوائز عن اعمال مستقاة من الأحداث في سورية، وستكون محطات المترو الباريسية مسرحاً للعديد من الأنشطة المسرحية لشباب مسرحيين سوريين وفرنسيين.