قتل يمنيان وجرح ستة آخرون، أمس، برصاص الشرطة في مدينة عدن (كبرى مدن الجنوب اليمني) أثناء محاولتها السيطرة على أعمال عنف قام بها محتجون من أنصار»الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال، والذي يرفض المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المرتقب انطلاقه في العاصمة صنعاء الإثنين المقبل بإشراف الأممالمتحدة ورعاية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي. وأكدت مصادر أمنية في عدن ل «الحياة» أن العشرات من أنصار «الحراك الجنوبي» الموالي لنائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، اشتبكوا مع الشرطة بعدما حاولوا فرض عصيان مدني بالقوة في بعض الأحياء الرئيسية في المدينة، فقطعوا الطرقات ومنعوا المواطنين من التوجه إلى أعمالهم، خصوصاً في حيي خور مكسر والمنصورة، ما أدى إلى إغلاق المقرات الحكومية والمحلات التجارية والمدارس وتوقف حركة المرور. وذكرت مصادر طبية ل «الحياة» أن شخصين قتلا بالرصاص، وأن ستة أشخاص آخرين جرحوا خلال المواجهات التي استخدمت فيها الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي اثناء محاولتها اعادة فتح الطرقات التي أغلقها المحتجون بالحجارة والإطارات المشتعلة. وعادت الحياة تدريجياً إلى طبيعتها بعد منتصف نهار أمس، إلا أن ناشطين من «الحراك» جددوا دعواتهم لتنفيذ عصيان مدني في مدن الجنوب ابتداء من اليوم، وقاموا وفق مصادر محلية بتوزيع منشورات في أحياء متفرقة من عدن تحض المواطنين على إنجاح دعواتهم للعصيان المدني ولزوم منازلهم تعبيراً عن تمسكهم بمطلب الانفصال عن الشمال، وتأكيدا لرفضهم المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني. وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي توصل خلال زيارته الأخيرة لعدن قبل أيام، إلى اتفاق مع معظم قادة فصائل «الحراك الجنوبي» على التهدئة والمشاركة في الحوار، في حين رفضت قيادات يمنية جنوبية يعتقد أنها قريبة من ايران الدعوات المتكررة للمشاركة في الحوار، وأصرت على مطلب استعادة الدولة التي كانت قائمة في جنوب اليمن قبل العام 1990. على صعيد آخر، استمر انقطاع التيار الكهربائي عن صنعاء ومدن أخرى أمس لليلة الثالثة على التوالي، بسبب هجمات تخريبية لمسلحين قبليين استهدفت قبل أيام خطوط نقل الطاقة في محافظة مأرب (شرق) ما أدى إلى خروج محطة توليد الطاقة الرئيسية عن الخدمة، فيما توقف إنتاج النفط الخام من حقول صافر في مأرب نفسها بسبب إقدام المسلحين على تفجير أنبوب التصدير الرئيسي في منطقة صرواح. وأقرت الحكومة أول من أمس، اللجوء الى القوة العسكرية لمطاردة العناصر المتسببة في تفجير أنابيب النفط ومهاجمة خطوط نقل الطاقة الكهربائية، معتبرة أن مثل تلك الأعمال التخريبية «تهدف الى إعاقة الحوار الوطني المرتقب وتستدعي الوقوف الحازم إزاءها». وتشهد العاصمة صنعاء وكبريات المدن منذ نحو أسبوع، انتشاراً أمنياً كثيفاً، كما ازدادت حواجز التفتيش بشكل ملحوظ في الشوارع الرئيسية، في إطار خطة السلطات اليمنية لتأمين مؤتمر الحوار والأعضاء المشاركين فيه.