حال الخلاف الشديد بين حزبي «ليكود بيتنا» و «يش عتيد» حتى عصر أمس على هوية وزيري التعليم والداخلية في الحكومة الإسرائيلية الجديدة المكلف تشكيلها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، دون إنجاز اتفاق بين الأحزاب المرشحة لتشكيل الحكومة، وبالتالي حال دون تقديم الحكومة إلى الكنيست لنيل الثقة الأسبوع الجاري، وسط توقعات بأن يتم ذلك الثلثاء المقبل، لكن شرط أن ينجز نتانياهو مهمة تشكيل الحكومة ويبلغ الرئيس شمعون بيريز بذلك حتى موعد أقصاه مساء بعد غد السبت، موعد انتهاء المهلة القانونية المتاحة له. ووصف مراقبون الخلافات بين «ليكود بيتنا» و «يش عتيد» بأنها المحاولة الأخيرة لشد الحبل، مستبعدين حدوث أزمة حقيقية تحول دون تشكيل حكومة جديدة في اليومين المقبلين. وينص القانون على أنه في حال فشل المكلف تشكيل الحكومة في مهمته مع مرور 42 يوماً على تكليفه، فإن رئيس الدولة يختار نائباً آخر لإنجاز هذه المهمة، أو يتم إجراء انتخابات جديدة خلال 90 يوماً في حال تبين له أن لا نائب قادراً على تشكيل حكومة تتمتع بغالبية برلمانية. وأبرزت وسائل الإعلام تهديدات أقطاب «يش عتيد» بأنهم لن يترددوا في الذهاب إلى انتخابات جديدة في حال لم يتسلم الحزب حقيبة التربية والتعليم، بينما يخشى نتانياهو من أن تؤدي موافقته على ذلك إلى انتفاضة داخل حزبه «ليكود» لأن التنازل يعني إقصاء وزير التعليم الحالي، القطب الأبرز في «ليكود» (بعد نتانياهو) جدعون ساعر عن هذا المنصب الرفيع. وردّ «ليكود» على تهديدات «يش عتيد» بتهديد مماثل بأنه قد يجري اتصالات سريعة مع الحزبين الدينيين المتزمتين «شاس» و «يهدوت هتوراه» لضمهما إلى الحكومة في مقابل إقصاء «يش عتيد»عنها. ولم يتأخر رد «يش عتيد»، إذ جاء في بيان أصدره أن الأزمة الحاصلة ليست على توزيع المناصب الوزارية إنما «على صورة المجتمع الإسرائيلي» وأن إصرار «يش عتيد» على تسلم وزارة التعليم «نابع من رؤيته بأن تغيير وجه الدولة يمر أساساً عبر هذه الوزارة». وأشار البيان إلى أن الحزب أكد في معركته الانتخابية على مسألة التعليم ومستقبل المجتمع الإسرائيلي، «وفي هذه المسألة، لن يتزحزح زعيم الحزب يئير لبيد عن مبادئه ووعوده لناخبيه حتى بثمن الجلوس على مقاعد المعارضة». وتأتي هذه التهديدات المتبادلة رغم أن «ليكود بيتنا» و»يش عتيد» اتفقا على معظم الخطوط العريضة للحكومة الجديدة، وفي مقدمها إرغام غالبية الشبان المتزمتين دينياً (الحرديم) بالخدمة العسكرية، واقتطاع كبير من الموازنة العامة لسد العجز المتفاقم العام الماضي، ما يعني اتباع سياسة تقشف ستدفع ثمنها الشرائح الضعيفة. كما اتفق الحزبان على ألا يتعدى عدد وزراء الحكومة 21 وزيراً، مع إلغاء منصب وزير بلا حقيبة. وشكل هذا الاتفاق أزمة مع زعيمة «الحركة» تسيبي ليفني التي سبق أن وقعت على اتفاق مع نتانياهو لدخول حكومته يقضي بمنح حزبها حقيبتين وزاريتين، لكنها تطالب الآن بالاكتفاء بحقيبة واحدة. وقالت الأوساط القريبة منها إنها ستنسحب من الائتلاف في حال لم يتم منح حزبها منصبيْن وزارييْن. كما تم الاتفاق على إدخال تعديلات في قانون الانتخابات برفع نسبة الحسم إلى 4 في المئة لمنع وصول كتل صغيرة إلى الكنيست. وفي حال تم هذا التعديل، سيتحتم على الأحزاب العربية الثلاثة أن توحد صفوفها لتتمكن من تجاوز نسبة الحسم. واعتبر قطب في «ليكود» مطالب «يش عتيد» بالقاسية، وقال إن «لبيد يهين نتانياهو». من جهته، اعتبر ساعر الاقتراح بالتناوب بينه وبين النائب من «يش عتيد» شاي فيرون على هذا المنصب، فكرة سيئة سيمس تطبيقها بالتعليم.