استجابة الدعاء «وعد» ... و«وعد الله حق»، لتتصاعد الدعوات من لسان الحاج في صعيد عرفات إلى السماء ليتحقق صداها ب «كنيسة» في الفيليبين، وتنظم «قصة» جمعت في طياتها أبلغ صور «الحب» و«الحسنى» و«الأمومة»، ويشرح الله بها صدوراً للإيمان. «أنا أحبك يا أمي» كلمة دقت ناقوس «الأمومة» في قلب «قارعة ناقوس الكنيسة»، ولعبت على وتر المحبة في سويداء مهجة «الراهبة»، وأرعشت جسد «المشاعر» الإنسانية على صعيد «المشاعر» الطاهرة، لتضفي جلباب «الحب» على لغة الرقي في «حوار الأديان»، وتشرق شمس «الأمل» في محيا لغة التواصل الحميد بين أفراد الأسرة الواحدة، فكان اليوم «المشهود» هو خير شاهد على القاعدة البرهانية «وبالوالدين إحساناً»، إذ كتبت فيه أرقى وسائل الإقناع بالحسنى. وكانت «وجادلهم بالتي هي أحسن» قاعدة حسية بني عليها «حوار ديني» بين ولد ووالدته لترسم موجات تواصل حنونة عبر ترددات اتصال هاتفي بدأت بحب كان هو «مخرج» هذا المشهد الإيماني الرائع، فرسم الأدوار وأعطى الناظر أمل نهاية سعيدة، كانت بدايتها اتصال هاتفي أجراه الحاج الفيليبيني عبدالهادي (40 عاما)، بوالدته «الراهبة» ذات ال 80 عاماً، ليستهل حديثه معها بلغة الحب تارة والاستعطاف تارة والخضوع والتواضع تارة أخرى، وما هي إلا بضع كلمات حتى فاضت عيناه بالدمع. وأنصت قلب الأم الحنون وارتعشت خوفاً متسائلة ابنها: «ما بك يا بني؟» ليستطرد عبدالهادي في فيض المشاعر التي رسمت بها أحرف الحديث: «إنني أخاف عليك أماه، فلو أخبرتك بأن خطراً محدقاً على مقربة منك هل ستصدقيني وتحذري كل الحذر؟»، فأجابت أم عبدالهادي ورهبة التعجب تعتريها «ما عهدتك كاذباً يا بني فما هو هذا الخطر؟!» ليتمتم الحاج عبدالهادي «إني أخشى عليك عذاب الرب أماه، فأنت لست على دين الإسلام، وخدمة الكنيسة لن تغني عنك من الله شيئاً». صمت الحاج عبدالهادي ليجهش بالبكاء، فسقطت دمعته على تراب عرفات الطاهر، مرتمياً بين أحضان الصعيد الطاهر وهو في لحظات بكاء شديد أدخلته في حالة اللاوعي ليستمر في سيل الدعوات التي صعدت من «فاهه» إلى السماء «ربي أنقذ أمي». وعاودت والدته الاتصال به كما أوضح خلال حديثه إلى «الحياة» وهي تذرف أدمع الخوف على فلذة كبدها لما رأت من حاله، وتمتمت قائلة: «ماذا أفعل يا بني لكي أدخل الإسلام؟» فتهلل وجه ابنها ونهض قائماً مستبشراً ما عليك إلا نطق الشهادة فأجابت أمه «لك هذا يا ابني» لتبث «شهادة» أم عبدالهادي «هاتفياً» من جوار الكنيسة صادحة في صعيد عرفات الطاهر. ولم يتمالك الحاج عبدالهادي فرحته، إذ خر ساجداً لله شكراً في صعيد عرفات، وتكون نهاية المشهد الدرامي الجميل أن حلق الفرح في سماء الصعيد الطاهر، مؤكداً أن هذه اللحظة من أسعد لحظات حياته على الإطلاق.