يتزايد الأجر والمثوبة للشهداء وأسرهم من خلال البرامج الدينية التي تقيمها إدارة شؤون الشهداء والمصابين بوزارة الداخلية، واستمرت برامجها لأسر ذوي الشهداء على نفقتها للسنة التاسعة على التوالي، ومكنت هذا العام أسر الشهداء والمصابين من أداء مناسك الحج، ومن بينهم ذوو شهداء الواجب في شرورة الذين قضوا قبل شهرين تقريباً وهم صائمون، على يد مجموعة من الإرهابيين في منفذ الوديعة الحدودي أثناء عملهم على حفظ أمن بلاد الحرمين الشريفين. ووجد ضمن ضيوف وزارة الداخلية لذوي شهداء الواجب في حج هذا العام والد الشهيد سعيد بن هادي بن محمد آل عمران القحطاني، وقال «هادي» أثناء حديثه إلى «الحياة»: «عملت سابقاً رئيساً لمركز الفرشة بتهامة قحطان، حتى تقاعدت أخيراً، وفوجئت بحادثة شرورة التي راح ضحيتها ابني سعيد وبعض زملائه على يد مجموعة إرهابية لا تنتمي لأي معتقد ديني، وتحاول جاهدة بأفعالها وجرائمها البشعة الانتساب للإسلام وهي بعيدة عنه. وأوضح القحطاني أن قصة موت ابنه على يد الإرهابيين كانت مفاجأة له فبعد الانتهاء من صلاة التراويح قرر الذهاب لتقديم واجب العزاء في أحد معارفه، وقبل أن يتحرك وصله اتصال هاتفي من أحد أبنائه يبلغه بأن ابنه سعيد محتجز في شرورة، ليتحرك بالسيارة مسافة 400 كيلو متر حتى وصل إلى شرورة، وبمجرد وصوله علم باستشهاد ابنه ونقل جثمانه للمستشفى، وخُيّر بين دفنه في نفس المدينة نفسها أو نقله بطائرة الإخلاء بحسب توجيهات وزارة الداخلية لكنه فضل دفنه في شرورة. واعتبر والد الشهيد القحطاني بعض الأئمة الذين تجاهلوا ما حدث بشرورة رغم توجيههم بالحديث عنه بأنهم راضون عن ما حدث، معتبراً إياهم بالمتعاونين مع الإرهاب، فالنصح والإرشاد بخطر الإرهابيين واجب ديني. وأشار القحطاني إلى أن وزارة الداخلية مكنته هو وزوجته وابنه وزوجة ابنه من الحج والعمرة، وأدرجت اسمه ضمن حجاج هذا العام، وقدمت لهم في المشاعر خدمات مميزة، وخصصت لهم مخيم فخم بخدماته المتكاملة، ثم طلبت منهم تقويم أداء العاملين من أفرادها العاملين على خدمتهم ومتابعة شؤونهم، إضافة إلى تقويم مستوى الضيافة من خلال إستمارات خاصة يتم توزيعها عليهم، مؤكداً أنه وضع لهم تقدير امتياز لأنهم يستحقون أكثر من هذا التقويم بحسب قوله. بدوره، يقول صالح محسن مبارك البريكي والذي يسكن الوديعة – 50 كيلومتراً عن شرورة - وفقد شقيقه محمد البريكي في أحداث شرورة، وحضر للحج ضمن أسر شهداء الواجب برفقة والدته وابنة شقيقته، إنه أبلغ عن طريق الشرطة باستشهاد شقيقه في رمضان، ويرى أن المبادرة المقدمة من وزير الداخلية لا تحتاج إلى وصف أو ثناء، فقياس الوقت الذي استشهد فيه أبطال شرورة محمد ورفاقه لم يتخط الشهرين، ورغم ذلك استقبلهم خلال رمضان في مكةالمكرمة وأقام لأسرهم عمرة، والآن أدرج اسم أسرته ضمن أسماء أسر شهداء الواجب في حج هذا العام. وحضرت أسرة الشهيد سعيد بن علي القحطاني لأداء مناسك الحج، واستشهد ابنهم بعد أن قتل على يد الإرهابيين أثناء تأديته عمله بإحدى الدوريات الأمنية في شرطة شرورة، وأشاد شقيقه محمد ببرنامج أسر الشهداء الذي مكن والدته وثلاثة من إخوته بأداء مناسك الحج لتأدية الفريضة والدعاء لشقيقه فقيد الوطن، مشيراً إلى أن أسرته تمكنت من أداء العمرة قبل أداء الحج في رمضان، ولم تتمكن زوجة شقيقه من مرافقتهم كونها حملت بعد وفاة شقيقه الذي لم يعلم عن حملها شيئاً إذ كانت في شهورها الأولى وقت استشهاده، وانتقد القحطاني الأئمة الذين تجاهلوا ما قدمه الشهداء لوطنهم ولم يجد رسالة يوجهها لهم غير «حسبنا الله ونعم الوكيل». وسبق أن أوضح مدير إدارة شؤون الشهداء والمصابين بوزارة الداخلية المقدم حسام الراشد ل «الحياة» أنه تمت استضافة 186 ضيفاً من أسر شهداء الواجب على نفقة الوزارة وتم التعاقد مع أكبر شركات الاستضافة وفق اشتراطات حددت بأن تكون فئة الاستضافة «أ» بعد التعاقد مع إحدى مؤسسات حجاج الداخل وتأمين السكن بأفضل المستويات بالقرب من الجمرات وتأمين وسائل النقل لهم، وتأمين الإعاشة والرعاية الطبية الاستشارية، لتعكس تقدير الدولة للشهداء نظير ما قدموه لوطنه. وبيّن أنه يتم اختيار الضيوف بناء على ضوابط معينة، منها أن يكون الضيف أحد والدي الشهيد أو ابنه أو ابنته أو أحد إخوته أو زوجته أو أحد محارم زوجته وشقيقاته.