«دولة الخرافة» مسلسل درامي جديد، يحاول أن يخفف من مشاعر الهلع والخوف بين العراقيين من مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية». المسلسل الذي بدأ تلفزيون «العراقية» شبه الرسمي بثّه، يحاول أن يقدم مادة تحول «وحشية» مسلحي التنظيم في الواقع، إلى كوميديا ساخرة. حاول المخرج علي القاسم استحضار شخصيات الجريمة في «هوليوود»، كما في «الجوكر» في فيلم «فارس الظلام»، المهووس بالقتل، والتفنن به، إلى جانب استعارة «كاركتر» الشيطان، في الإشارة إلى عناصر التنظيم. ومع عرض المسلسل أولى حلقاته، سجل حضوراً فاعلاً في وسائل الاتصال الجماهيري، وبلغ عدد مشاهدي الفيديو على ال «يوتيوب» في أول 48 ساعة 138.100 مشاهد، وأتت التعليقات بين مؤيد ومعارض لفكرة المسلسل الساخرة. وفي أغنية الشارة التي تضمنت مشاهد تحاكي أجواء «الدولة» حيث الصحراء والعجلات التي ترفع الرايات السود من دون كتابات، بدا من الواضح أن الكلمات تحاول أن تساعد الناس على عدم الخوف. وتقول الأغنية، «إبليس جاء وحضر، هيا نستقبل القمر». وأيضاً، «يا إخواتي... زفوني بالأحزمة والعبواتِ». بينما يرتدي المغني زي الكاوبوي، والمغنية فستان رقصة التانغو، وبينهما تتحرك وتتوثب أفعى على الأرض. كما يظهر البغدادي، وهو يرتدي عباءة وعمامة سوداء، من داخل بيضة فقست للتو. ويبادر المغني: «أدعوا له أن يحصل على بشر يذبحه». كما يستعير المسلسل أهزوجة لمسلحي «داعش»، انتشرت أخيراً في شكل واسع في «يوتيوب»، حيث يظهر شبان ملتحون في جلسة سمر يغنون: «حرّمنا كل شيء إباحي... إلا جهاد النكاح». ويبدو أن فكرة المسلسل تريد القول إن أعمال العنف التي يقوم بها «داعش» فوق مستوى التصور، ولا يمكن أن تعالج درامياً إلا بنص كوميدي. وسلط المسلسل الجديد الضوء على «تعاليم الشريعة» في «الدولة الإسلامية» وقدّمها في شكل ساخر، كما في تحريم استعمال الثلج، وبيع أصناف من المواد الغذائية، وقص الشعر. وتأتي هذه المحاور في حبكة درامية تقوم على افتراض مدينة ما، يحتلها أبو بكر البغدادي، وكيف تتحول الحياة فيها في ظل سيطرة «داعش». ويسجل زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، حضوره في المسلسل، لكنه لم يكن متسقاً مع المادة الكوميدية وظل المخرج حريصاً على أن يشبه دور البغدادي إلى حد بعيد الشخص الذي ظهر في مسجد في مدينة الموصل وهو يخطب في أنصاره. لكنّ المسلسل يكتب للبغدادي نهاية مأسوية، أو فانتازية، حيث يقتل جميع مؤيديه وأتباعه في «الدولة»، ومن ثم يفجّر نفسه. وشارك في المسلسل ممثلون معروفون، من بينهم سولاف ورياض الوادي ورياض مطشر وعلي الشجري، لكنّ عدداً آخر رفض المشاركة في العمل بسبب المخاوف الأمنية. وقال ثائر جياد، مدير انتاج المسلسل، إن العمل هدفه «انهاء فوبيا «داعش» التي دبّت في نفوس كثيرين خصوصاً بعد حادثة اقتحام الموصل». وأكد ان «الممثلين لم يناقشوا موضوع الأجور بمقدار ما اهتموا بإنجاز العمل الذي يخدم قضية نعيشها الآن».