تصاعد الدخان السود من مدخنة كنيسة سيستينا، معلناً "عدم انتخاب الكرادلة في اقتراعهم الأول لبابا جديد". وذكرت (إذاعة الفاتيكان) أن "دخاناً أسود تصاعد من مدخنة سيستينا، معلناً عدم اختيار الكرادلة لبابا جديد". وأشارت إلى أن "الكرادلة الناخبين سيجتمعون مجدداً غداً الأربعاء في كنيسة سيستينا صباحاً بتوقيت روما للمشاركة في الدورة الثانية من عملية الاقتراع". وأوضحت أن "دخاناً سيتصاعد مجدداً من مدخنة الكنيسة الساعة 12 ظهرًا من يوم غد في حال لم ينتخب الكرادلة الموجودون حالياً في "بيت القديسة مارتا" بالفاتيكان، الحبر الأعظم من أول دورة اقتراع من أصل دورتين مرتقبتين صباح الغد". وكانت أولى جلسات الاقتراع السري لانتخاب بابا جديد بدأت مساء اليوم الثلاثاء بعد أن أقسم أعضاء مجمع الكرادلة اليمين على الإنجيل. ووصل الكرادلة الناخبون ال 115 إلى كنيسة سيستينا حيث يعقد المجمع المغلق لانتخاب البابا الجديد (الكونكلاف) خلفاً للبابا بنديكتوس السادس عشر. وقام جميع الكرادلة الواحد تلو الآخر بنطق القسم واضعين أيديهم على الإنجيل المقدس، ثم قام رئيس المراسم البابوية المونسنيور ماريني غيدو بنطق كلمة "أكسترا أومنيس" باللاتينية أي "ليخرج الجميع"،فخرج الجميع ما عدا الكرادلة، ليبدأ رسمياً المجمع المغلق. وكانت مصادر إعلامية إيطالية قالت في وقت سابق إن رئيس أساقفة ميلانو الكاردينال أنجيلو سكولا، يتصدّر المنافسة في انتخابات البابا الجديد، وإن المنافسَين الرئيسيَّين له هما الكاردينالان البرازيلي أوديلو شيرر، والأميركي تيموثي دولان. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) عن المصادر الإعلامية إشارتها إلى "افتقار التفاهم بين الكرادلة، على الرغم من أن رئيس أساقفة ميلانو الكاردينال أنجيلو سكولا ضمِن حتى الآن 50 صوتاً بالفعل"، مبيّنة أن "المنافسة ستكون مع رئيس أساقفة ساو باولو البرازيلي أوديلو شيرر، ورئيس أساقفة نيويورك الأميركي تيموثي دولان". ويأتي البرازيلي شيرر ثانياً في المنافسة بعد أن ضمن 15 إلى 18 صوتاً، ومن ثم الأميركي دولان الذي ضمن 10 إلى 15 صوتاً. غير أن المصادر أكدت أن "شيئاً واحداً مؤكد وهو أن ظهور اسم البابا الجديد سيستغرق بعض الوقت". وذكرت المصادر الإعلامية أن "الآن ليس علينا إلاّ مراقبة مدخنة كنيسة سيستينا باستمرار"، ف"اعتباراً من اليوم سيبدأ انتظار عبارة (لدينا بابا جديد) التي غدت وشيكة"، مشيرة إلى أن "الاقتراع الأول والوحيد اليوم سيكون بعد الظهر، بينما سيكون هناك 4 اقتراعات غداً، واثنين صباح يوم الخميس". أما عن الاقتراعات الخمسة أو السبعة الأولى، فقالت المصادر الإعلامية إن "التنافس سيقتصر فيها على الأسماء القوية"، وبشكل خاص الكاردينال سكولا (70 عاماً)، وصولاً إلى الكندي الفرنسي مارك أوليه، اللاهوتي على غرار البابا المستقيل وهو عميد مجمع الأساقفة، مروراً بالكاردينال الكبوشي رئيس أساقفة بوسطن شون أومالي، ورئيس أساقفة ساو باولو البرازيلي الكاردينال أوديلو بيدرو شيرر. ولفتت المصادر إلى أن الكاردينال سكولا يحظى بدعم جميع الكرادلة الأوروبيين تقريباً الذين يبلغ عددهم الإجمالي 60، بينما يحظي شيرر بدعم "فريق الكرادلة الدبلوماسيين المؤثر جداً"، لكنها لفتت إلى أن "العنصر الأهم مقارنة بمجمع عام 2005، هو أن المرشحين الذين لا يمتلكون القوة الكافية يمكن إبعادهم بسهولة أكبر، وهو الأمر الذي يمثل خطراً يهدد جميع المفَضلين في اللحظة الراهنة". يذكر أن عدد الكرادلة الناخبين يبلغ 115، ولكي ينال أحدهم منصب البابوية عليه أن يحظى بثلثي الأصوات، أي 77 صوتاً على الأقل، وكما قرر البابا السابق بنديكتوس السادس عشر عام 2007، تبقى هذه العتبة سارية المفعول حتى بعد الاقتراع الرابع والثلاثين، بينما كان يكفي في السابق نصف العدد زائد واحد من أصوات الناخبين. واختتمت المصادر بأنه إذا " تعرقل الاقتراع فستخرج أسماء الكرادلة الذين قل ذكرهم، كالمكسيكي فرانسيسكو روبليس أورتيغا، والهنغاري بيتر إيردو، والنمساوي كريستوف شونبورن، والإيطالييَّن جانفرانكو راڤازي وأنجلو بانياسكو" وغيرهم. أما بحسب التوزيع الجغرافي للكرادلة الناخبين ال115، فتمتلك أوروبا 60 صوتاً أي أكثر من النصف، بينهم 28 من إيطاليا، تليها ألمانيا ب 6 أصوات، أما أميركا الشمالية فتملك 14 صوتاً، هي 11 من أميركا و3 من كندا. ولدى أميركا اللاتينية 19 ناخباً حيث تملك البرازيل العدد الكبير وهو 5، أما افريقيا فلديها 11 ناخباً بينهم اثنان من نيجيريا، ولدى آسيا 10 تملك الهند منهم 5 وأستراليا ناخب واحد هو كاردينال سيدني جورج بيل. وصباح اليوم شارك الآلاف من الحجاج والسياح في كاتدرائية القديس بطرس في قداس يسبق انعقاد المجمع المغلق المخصص لانتخاب بابا جديد في كنيسة سيستينا، وهي أكبر كنيسة موجودة بالقصر الباباوي الذي يعتبر المقر الرسمي للبابا في الفاتيكان. وترّأس القدّاس عميد مجمع الكرادلة الكاردينال أنجيلو سودانو الذي دعا إلى الصلاة لكي "يمنحنا الله بابا يقوم بمهمته النورانية بقلب كبير". وكان البابا بنديكتوس السادس عشر أعلن في 11 شباط/فبراير الماضي أنه سيستقيل في 28 من الشهر عينه، ليكون، بالتالي، أول بابا يستقيل منذ عام 600.