استنكرت كتلة «المستقبل» النيابية في لبنان في اجتماعها الأسبوعي برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة أمس، الكلام الذي صدر عن نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم و»أعاد فيه تأكيد المشاركة في الأعمال القتالية إلى جانب النظام السوري عبر إقراره وتمسكه بتسليح وتدريب عناصر مسلحة في سورية، ما يفاقم عملية إقحام لبنان واللبنانيين في أتون مخاطر كبيرة وجسمية». ونبهت الكتلة في بيانها إلى أن «حزب الله بهذا التورط والمشاركة في الصراع المسلح في سورية وغيره من الصراعات في دول أخرى يورط لبنان ويعرض أمنه واستقراره لمخاطر كبرى». وطالبت «الشعب اللبناني وقواه الحية بالتفكير ملياً في ما يقوم به حزب الله والذي تحول من مهمة المقاومة والتحرير من الاحتلال الإسرائيلي إلى أداة أمنية عسكرية بيد إيران، لا تتورع عن الدخول في النزاعات والصراعات العسكرية أياً كانت، من أعمال تتراوح بين الفتنة الداخلية عبر اقتحام بيروت إلى المشاركة العلنية في القتال إلى جانب النظام السوري مروراً بما يقال عن تورط في اشتباهات القيام بعمليات إرهابية في دول غربية عدة». وأشار إلى أن تورط الحزب في القتال في سورية «يطرح مخاطر على علاقات اللبنانيين وتعاملهم مع الدول العربية، ويعتبر خرقاً فاضحاً لسياسة النأي بالنفس ولإعلان بعبدا والذي يطيح بهما حزب الله عبر تدخله في الصراع المسلح في سورية وعبر التوجيهات غير الرسمية والمستهجنة التي يزوَّد فيها وزير الخارجية وإصرار الأخير على موقفه خلافاً للسياسات المعلنة للحكومة وللدستور». ودعت الكتلة إلى «المبادرة بخطوات رسمية وخطية تجاه جامعة الدول العربية لكي لا يسجل الموقف المنفرد والشخصي لوزير الخارجية على أنه موقف لبنان الرسمي»، مناشدة رئيس الجمهورية ميشال سليمان «قطع الطريق على أي تفاعلات يمكن أن تصيب لبنان». وكانت الكتلة وقفت دقيقة صمت «حداداً واستذكاراً واحتراماً لأرواح شهداء ثورة الأرز في ذكراها الثامنة»، وأكدت «تمسكها بالمبادئ التي قامت عليها انتفاضة الاستقلال». واستنكرت «استمرار تعرض السيادة اللبنانية للخروق والانتهاكات من قبل العدو الإسرائيلي من جهة، وتلك الخروق التي قام بها جيش النظام السوري عبر قصف القرى والبلدات الشمالية ما يوجب طلب مساعدة المجتمع الدولي لحماية سيادة لبنان وحدوده وأمن مواطنيه»، مشددة على «دور الجيش اللبناني في حماية الحدود وتعزيز تواجده عليها وأن تبادر السلطة السياسية إلى طلب مساعدة قوات الطوارئ الدولية شمالاً وشرقاً كما سبق أن فعلت جنوباً، لكي يتمكن الجيش اللبناني أيضاً من تعزيز جهوده لضبط الأمن المتزعزع في الداخل والذي بات بحاجة لمتابعة وضبط أكثر من السابق بسبب ازدياد انعكاس نتائج الصراع المسلح في سورية على لبنان». وتوقفت الكتلة أمام الكلام الذي أعلنه رئيس الجمهورية ميشال سليمان والذي قدر فيه أعداد النازحين السوريين بمليون نازح، واعتبرت أن هذا الكلام «يستدعي العمل على ترتيب انعقاد مؤتمر دولي لطرح هذه المشكلة للتقرير في الخطوات الواجب اتخاذها من قبل المجتمعين العربي والدولي لمساعدة لبنان».