خيّم جو من الكآبة على أهالي غزة يوم أمس الأحد، صبيحة يوم عيد الأضحى، وسط أنقاض المباني التي هدمت خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع. ففي قرية خزاعة القريبة من خان يونس، قضى الأطفال صبيحة العيد يلعبون في أرض متربة وضعت فيها مجموعة من المساكن الجاهزة تبرعت بها منظمة "هيومان أبيل" الخيرية البريطانية لسكان القرية التي شُرد أهلها بعد انهيار منازلهم في الغارات الإسرائيلية. وخلت خزاعة من كل مظاهر الاحتفال بالعيد. فما من أسرة في القرية إلا فقدت واحداً أو أكثر من أبنائها في الحملة العسكرية الإسرائيلية. وقالت طفلة تدعى إكرام إبراهيم "كله حزن. كله العيد حزن. ما فرحناش في ولا حاجة ولا شرينا أي عيد أي ولا حاجة. وخالي كمان استشهد". وتفتقر المساكن الجاهزة لكل المرافق الأساسية، ولكنها تؤوي الأسر التي تحولت منازلها إلى أنقاض في خزاعة. وقال رجل من الأهالي يدعى باسم النجار إن العيد هذا العام يختلف عن كل الأعوام السابقة. وأضاف "سبعة وثلاثين سنة في حياتي ما مرّ علي عيد زي هذا العيد. عيد والبيت مهدم مدمر.. قاعد في كونتينير (حاوية). لا فيه كهرباء ولا ماء ولا فيه أي شيء. جابوا لنا إياهم وقعدنا. الحين نحن مدمرين. العيد بقول لك بحياتي قديش كنا مبسوطين في أعياد سابقة وأعياد... في حياتي ما مر علي عيد زي هذا". واستسلم سكان خزاعة للأمر الواقع. لكن يوم العيد هذا العام جاء كغيره من الأيام خال من البهجة ومليء بالحزن على ما آلت إليه الأحوال. وقالت خولة جرادة أمام المسكن الذي باتت تقيم فيه مع أسرتها "صعب، صعب. يعني ما عمريش في حياتي مر علي بالشكل هذا. يعني كان ييجي علينا العيد وكنا نروح نتسوق وأشتري للأولاد عدة أفرحهم.. أشتري لهم لعب أحطهم في أيديهم. أشتري لهم شنط. هذا العيد لا عيد فطر ولا عيد أضحى. الحمد لله رب العالمين". وتقول السلطة الفلسطينية إن إعادة إعمار غزة بعد الهجمات الإسرائيلية التي استمرت 51 يوماً على القطاع تحتاج إلى 7.8 بليون دولار، منها 2.5 بليون دولار لإعادة بناء سبعة عشر ألف منزل هدمتها الغارات الجوية والبرية الإسرائيلية.