بعد مرور أسبوعين علي التقرير الثاني ل «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» (نزاهة)، الذي انتقد ب «شدة رداءة النظافة والإهمال» في مستشفى الملك فهد، في الأحساء، وثّق أحد المراجعين «سوء نظافة» إحدى ثلاجات مياه الشرب التي تم تخصيصها للمرضى والمراجعين، عبر تصوير مقطع فيديو، لم تتجاوز مدته 37 ثانية، ولم يتسنَ التأكد من صحته. ويظهر في المقطع أحد المراجعين يقوم باستخدام ثلاجة ماء الشرب التي يخرج منها ماء مليء ب «الشوائب»، التي تجعل لونه يميل إلى اللون الأصفر، ما يشير إلى «رداءة مياه الشرب» أو ثلاجة الماء، وعلى رغم أن المقطع لم يظهر سوى الثلاجة، ولكن يمكن رؤية السيراميك الأزرق المحيط بها، وهو ذاته المستخدم في المستشفى، كما يمكن سماع نداء عبر شبكة الإذاعة الداخلية في المستشفى، للمناداة على أحد الكوادر الطبية أو التمريضية. وأبدى المراجع، تذمره من الحال التي وصل لها المستشفى من «الإهمال وسوء النظافة»، على رغم «الانتقادات» المتواصلة للمستشفى من قبل المرضى والمراجعين، ما دفع الهيئة العامة لمكافحة الفساد إلى التدخل، ووجهت نهاية شهر شبا ط (فبراير) الماضي، انتقاداً مباشراً للمستشفى، حول مستوى «الإهمال وسوء النظافة»، وطالبت وزارة الصحة بالتدخل «العاجل، لمعالجة هذه السلبيات وحل المشكلات». وأكدت «نزاهة»، أن «وزارة الصحة لم تتجاوب مع الملاحظات التي رصدتها الهيئة، حول وضع المستشفى، إذ لا تزال كما هي»، وطلبت من الوزارة، «فتح تحقيق عاجل في أسباب وجود المخالفات والملاحظات، والإهمال الواضح من إدارة المستشفى في أداء مهماتها بالشكل المطلوب، باعتبارها المسؤول الأول عن وضع المستشفى، وإهمال الجهة المشرفة عليها، ما انعكس سلباً على المستشفى، وتردي أوضاعه، والقصور والإهمال من جانب مقاول النظافة والصيانة والتشغيل بتنفيذ ما تعاقد عليه، وتوقيع الجزاءات والعقوبات المستحقة على كل من تسبب فيما آل إليه وضع المستشفى، والعمل بشكل عاجل على إعادة تأهيل المستشفى وإصلاحه، ومعالجة الملاحظات التي تم رصدها، بما يكفل تقديم الخدمة للمواطنين بالمستوى اللائق». وقالت الهيئة: «إن من تلك الملاحظات، صغر مساحة غرف العيادات، والطوارئ، وزحام المراجعين والمرضى في الممرات، وعند أبواب العيادات، ونقص اللوحات الإرشادية، ما ينمُّ عن سوء التنظيم. كما أن عدم وجود بعض الموظفين والعاملين على مكاتبهم، أو في أماكن عملهم، أثناء ساعات العمل، يكشف عن تدني مستوى متابعة دوام الموظفين من قبل الإدارة المختصة في المستشفى». وأوضحت أنها رصدت كذلك «ملاحظات خاصة بالصيانة، منها سوء صيانة التكييف، وتدني مستوى النظافة، إضافة إلى رداءة وقدم أرضية الممرات، ودورات المياه، والأسقف المستعارة، وتلف الأدوات الصحية، وتدني جودة أعمال السباكة، ووجود تسرب للمياه داخلها». وكانت «الحياة» انفردت في وقت سابق، بنشر تقرير لجنة «فنية سرية»، تم تشكيلها بتوجيه من وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، بعد أول زيارة له إلى المستشفى، رصد خلالها «ملاحظات ومشكلات فنية».