شن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي هجوماً قاسياً على حركة «طالبان» امس، واتهمها بأنها تشن هجمات دموية في أفغانستان، فيما تفاوض الأميركيين في قطر «من وراء ظهرنا». ورأى أن هجمات «طالبان» تخدم الأميركيين. ويأتي ذلك في وقت بلغ التوتر بين كارزاي و»الأطلسي» ذروته، بعد رفض الحلف تسليم سجن بغرام (شمال كابول) للسلطات الأفغانية، بذريعة وجود معتقلين يشكلون تهديداً أمنياً محتملاً. وزاد في التوتر بين الجانبين امس، مقتل ممثل أفغاني معروف خلال احتجازه لدى مجموعة مسلحة، وذلك بغارة «أطلسية» في ولاية هلمند جنوبأفغانستان، علماً أن كابول كانت طلبت من التحالف توخي الحذر في غاراته، لئلا يذهب ضحيتها مدنيون. وقال احد أشقاء الممثل نزار محمد مجنونيار هلمندي إنه قتل مع ثلاثة متمردين احتجزوه للاشتباه بأنه «يتجسس» لمصلحة الحكومة. وألغي مؤتمر صحافي كان مقرراً امس، بين الرئيس الأفغاني ووزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل. وعزا مسؤولون أفغان إلغاءه إلى «تهديدات أمنية» امتنعوا عن ذكر طبيعتها، وذلك غداة تفجير انتحاري في كابول اسفر عن مقتل 9 مدنيين، تزامن مع وصول هاغل إلى العاصمة الأفغانية. وفي انتقاد قاس ل»طالبان» وواشنطن، قال كارزاي في خطاب امس: «تقول أميركا إن طالبان ليسو أعداءها وإنها لا تخوض حرباً ضدهم، ومع ذلك يرعبون شعبنا يومياً». ورأى الرئيس الأفغاني في تعليق على هجومين لمقاتلي «طالبان» السبت، أن «القنابل التي فجرت، لم تستعمل لإثبات قوتهم أمام أميركا بل لخدمتها. ذلك خدم شعار الانسحاب في 2014 الذي يرعبنا ويقول انهم (الأميركيون) إذا لم يبقوا هنا، فإن شعبنا سيقضى عليه». وأضاف أن هذه الهجمات «تثبت أن طالبان تهدف إلى إطالة أمد الحرب وتأكيد أنه لا تزال هناك حاجة إلى القوات الأجنبية لضمان الأمن في البلاد». وأشار كارزاي إلى أن «قادة طالبان يلتقون الأميركيين يومياً في قطر»، معتبراً أن على الحركة أن تبادر إلى محادثات سلام مباشرة مع الحكومة الأفغانية بدلاً من الأجانب من أجل إحلال السلام في البلاد التي مزقتها الحرب. ورد مسؤول عسكري أميركي بارز على هذا الكلام بالقول إن «ذلك غير صحيح»، مضيفاً أن «الولاياتالمتحدة والحكومة (الأفغانية) تتفقان على وجهة النظر بأن طالبان هي العدو». وازدادت خلافات كابول وواشنطن قبل سنتين من موعد انسحاب القسم الأكبر من القوات الأميركية من أفغانستان. وألغيت مراسم تسليم السلطات الأفغانية سجن بغرام الذي ما زال الجيش الأميركي يسيطر على جزء منه. يذكر أن تسليم السجن لكابول هو احد الشروط التي وضعتها الحكومة الأفغانية للتفاوض حول معاهدة استراتيجية تحدد طبيعة الانتشار الأميركي في أفغانستان بعد 2014.