خطا فريق الفتح خطوات واسعة نحو تحقيق حلم أهالي الأحساء ونيل لقب دوري زين السعودي في الموسم الرياضي الحالي كأول فريق من مدينة النخيل يحصد اللقب الغالي، إذ أسهم الانتصار الأخير على الفيصلي في الاقتراب كثيراً من تحقيق اللقب وحصد الذهب، إذ بات «النموذجي» على بُعد أربع جولات مفصلية حاسمة ومصيرية من أجل إعلان تتويجه رسمياً بطلاً لدوري زين، إذ يحتل حالياً صدارة الترتيب ب55 نقطة وبفارق مريح عن أقرب منافسيه الهلال، في انتظار أن تتكلل الجهود وتكتمل مسيرة الفرح في اللقاءات المقبلة التي تمثل بالنسبة إلى منظومة الفتح مباريات حياة أو موت. ورسمت إدارة الفتح برئاسة المهندس عبدالعزيز العفالق خريطة الطريق إلى منصات التتويج منذ أعوام مضت، وأسهمت سلسلة الخطوات الإدارية الناجحة وفق رؤى استراتيجية ثاقبة في جعل الفريق يضع قدماً ثابتة في المنافسة على البطولات والإنجازات في الاستحقاقات الكروية كافة، ومنح الاستقرار الإداري والفني الذي لم تنعم به بقية الأندية في جعل «النموذجي» على بعد مسافات قصيرة من قطف الثمار اليانعة التي تنتظر لحظة الحسم بتحقيق انتصارين من أربعة لقاءات أمام هجر ثم الأهلي في الأحساء ومواجهة الوحدة في مكةالمكرمة وأخيراً الاتفاق في الدمام . ونجحت منظومة الفتح الإبداعية في كل مخططاتها الفنية، ونالت كل عبارات الثناء والإطراء من النقاد والرياضيين كافة، وبات «الفريق الأزرق» أحد أفضل الفرق السعودية أداءً على أرض الميدان، عنوانها الروح القتالية العالية والحماسة القوية والمنهجية التدريبية المثالية، واللعب بأداء فني واحد حتى نهاية النزال، وهو ما جعل الفريق صعب المراس أمام الفرق الأخرى التي لم تتجرأ على هزيمته في 22 جولة إلا في لقاء واحد من فريق الشباب وبهدفين في مقابل هدف وحيد، وأصبح الفتح حالياً فريقاً قوياً تخشاه الخصوم، وكتيبة رعب تأكل الأخضر واليابس على أرضية الميدان، حتى إن جماهير الأحساء واكبت هي الأخرى تطور فريقها المذهل عبر حضورها الكثيف في الملاعب السعودية، إذ تملأ المدرجات بأعداد كبيرة وتدعم اللاعبين وتحفزهم حتى تفوق الفريق على بقية الفرق الأخرى. واللافت في الأمر أن العمل الإداري المنظم من إدارة العفالق لم يكلف موازنة مالية أكثر من 20 مليون ريال في الموسم الحالي في وقت صرفت فيه بعض الأندية الأخرى أكثر من 150 مليون ريال، وهي ما زالت «مكانك سر»، وهذا يؤكد أن لغة الفكر العالي والطموح الشبابي تتفوق وبمراحل على سطوة المال، وأن دقة العمل وحُسن الاختيار وبرمجة الواقع وفق أسلوب الحداثة العصرية تؤدي لا محالة إلى النجاح المأمول، وتجعل من الحلم حقيقة ومن الطموح واقعاً ومن التطلّع برهاناً على أرض الميدان. وامتزج النجاح الإداري في الفتح بنجاح فني لا يقل عنه، إذ تمكن المدرب التونسي القدير فتحي الجبال من تشكيل منظومة أدائية متطورة تؤدي بشكل رائع في المستطيل الأخضر، مستفيداً من خبرة الأعوام الست المتتالية التي قضاها في تدريب الفريق الكروي في سابقة نادرة لم تحدث في الأندية السعودية في الربع قرن الأخير، ويمتاز الجبال بقدرة عالية في توظيف قدرات لاعبيه بطريقة فنية في الملعب، وقراءة المباريات بشكل مميز، واختيار العناصر التي تنظم إلى الفريق سواءً من المحترفين الأجانب الرباعي دوريس سالمو وإلتون جوزيه وسيسوكو وشادي أبو هشهش أو من المحليين بدر النخلي وربيع سفياني وأبو شقراء وأحمد الموسى ومبارك الأسمري وعدنان فلاتة وشريفي وعبده برناوي التي شكلت جميعاً مع جيل المبدعين حسين المقهوي وحمدان الحمدان والعويشير والفهيد وأبو عبيد فريقاً مخيفاً يمشي واثق الخطوة نحو اللقب الغالي.