كشف مسؤول في الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» عن أنه تم تأجير المرحلة الأولى من مدينة سدير للصناعة والأعمال، بالكامل وفي زمن قياسي، وهناك بعض المشاريع الصناعية بدأت في الإنتاج، إضافة إلى مشاريع أخرى قيد الإنشاء والتأسيس، سواء أكانت مشاريع صناعية أم خدمية، وما زالت المدينة تشهد أعمالاً تطويرية لمقابلة النمو المتزايد في الطلب على الأراضي الصناعية في المنطقة من المستثمرين الصناعيين ومقدمي الخدمات السكنية والتجارية. وقال المدير العام لإدارة التسويق والعلاقات العامة في «مدن» الدكتور خالد الميمني في تصريحات إلى «الحياة»: إن مدينة سدير للصناعة والأعمال إحدى المدن الصناعية الحديثة المتكاملة، وتحظى باهتمام كبير من الدولة بوصفها أحد المشاريع التي تعزز استراتيجية الدولة في توطين الصناعة في المملكة، ويعول عليها كثيراً لاستيعاب كثير من الخيارات التصنيعية. وأضاف إن المدينة تعد ثاني أكبر المدن الصناعية التي تشرف عليها «مدن»، بعد مدينة سلوى الصناعية، وتبلغ مساحتها الإجمالية نحو 265 مليون متر مربع، وبدأت أعمال البنية التحتية للمدينة عام 2009، وتم تطوير المرحلة الأولى منها بمساحة 12.5 مليون متر، إذ عملت «مدن» على إرساء بنية تحتية حديثة وفق أحدث المواصفات العالمية، وتوفير خدمات متكاملة، لتكون مدينة نموذجية. ولفت الميمني إلى أن مدينة سدير للصناعة والأعمال بموقعها الاستراتيجي، لقربها من مدينة الرياض، توفر مساحات كبيرة من الأراضي، ما يسمح بإحداث التوسعات المستقبلية ومنح مزيد من الخيارات للاستثمار في جميع أنواع الصناعات، إضافة إلى توافر مساحات كبيرة من الأراضي الصناعية والاستثمارية، علاوة على عبور خط سكة الحديد الذي يُعد أحد أهم الدعائم اللوجستية للمصانع. وفي شأن أنشطة المصانع التي تحتضنها «مدينة سدير» قال: «تضم مدينة سدير للصناعة والأعمال 293 مصنعاً، معظمها قيد الإنشاء والتأسيس، وبدأت بعض المصانع بالإنتاج الفعلي، وتتنوع أنشطتها بين: صناعات معدنية أساسية، ومنتجات غذائية، ومواد بناء، وصناعات خزفية وزجاجية، ومنتجات خشبية وأثاث، ومنتجات بلاستيكية وكيماوية، ومنتجات معدنية مصنعة وماكينات ومعدات، ومنتجات ورق وطباعة ونشر، ومنسوجات وجلود، ومنتجات أخرى. وتنقسم المدينة إلى ثلاث مناطق صناعية، إذ تم تخصيص منطقة لصناعات مواد البناء، وثانية للصناعات الأخرى». وزاد: «تضم المنطقة الثالثة مجمعاً للصناعات الدوائية، إذ تم تدشين أول مجمع للصناعات الدوائية بمدينة سدير للصناعة والأعمال، بمساحة 250 ألف متر في مرحلة أولى، بالتعاون مع البرنامج الوطني للتجمعات الصناعية، وشركة «مكينزي للاستشارات»، والمستثمرين الراغبين في إنشاء مصانع أدوية بالمملكة، وذلك لإيجاد بيئة ملائمة لمثل هذه الصناعة من خلال المساحات والخدمات المتكاملة، سواء فرص التسلسل في الإمداد بدءاً من المواد الخام والإنتاج والتعبئة والتغليف، أم الخدمات المساندة من حيث الخدمات اللوجستية، أو التعليمية ومراكز الأبحاث، أو التدريب المتخصص». ولفت الميمني إلى أن أهمية التجمع الصناعي للصناعات الدوائية تكمن في أمور عدة، من أبرزها الفارق الكبير بين العرض والطلب، إذ أشارت الدراسات إلى أن نسبة استيراد المستحضرات الطبية تفوق 93 في المئة من إجمالي الإنتاج المحلي، ما يعزز ضرورة وجود الصناعات الدوائية في المملكة لسد الحاجة المحلية، إضافة إلى التصدير مستقبلاً، وإلى توفير فرص وظيفية للكوادر الوطنية المتخصصة، وتبادل الخبرات المحلية والدولية، وتم استقطاب أكثر من ستة مصانع أدوية شكِّلت النواة الأولى والجاذبة لمزيد من الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في صناعة الدواء والمستلزمات الطبية. وشدد على أهمية مدينة سدير للصناعة في توفير فرص العمل للشباب السعودي، وقال إن كل وظيفة صناعية - بحسب الدراسات - تستحدث أربع فرص وظيفية غير مباشرة، وعلى المدى البعيد سيتم استيعاب العديد من الكفاءات والخبرات الوطنية المؤهلة الموجودة في سوق العمل. وعن المردود الاقتصادي لمدينة سدير على سكان المنطقة، قال إن المدينة بمثابة نواة لجذب استثمارات القطاع الخاص في جميع المجالات، وخُطط لها لتكون بمثابة قاعدة انطلاق للصناعات المتنوعة والحديثة، وحالياً تستقطب عدداً من الاستثمارات المحلية والعالمية، لافتاً إلى أن المدينة تمتاز بموقعها الاستراتيجي، إذ يكسبها وجودها شمال الرياض على ملتقى طرق مهمة، الكثير من الأهمية، ويجعل منها مركزاً للتوزيع والتسويق كونها تقع وسط المملكة، كما أن وقوعها وسط مدن سدير يمنحها ميزة إضافية، ويمكِّنها من إحداث تنمية متوازنة في المنطقة، بوصفها المركز، ويتيح الفرصة لسكان المنطقة للاستفادة من العناصر الإيجابية التي تحدثها المصانع في المجتمعات التي تحيط بها، والتي تتمثل بالفرص الاستثمارية والفرص الوظيفية التي تتاح للمئات في المصانع أو المنشآت الموجودة بالمدينة الصناعية، فضلاً على الخدمات الأخرى التي تقدمها، ما يسهم في المقابل في إنعاش الحركة التجارية، وحدوث مردود اقتصادي إيجابي ليس لسكان المنطقة وحدها فحسب، بل لسكان المناطق المجاورة. وتم البدء في أعمال وإنشاء عدد كبير من المصانع. ربط المدن الصناعية بشبكة من سكك الحديد قال الميمني إن الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) تعمل على ربط المدن الصناعية الرئيسة والكبيرة التي تشرف عليها بسكك الحديد، لأهميتها في إحداث نقلة نوعية في المجال الصناعي، وخفض كلفة الإنتاج بوصفها الوسيلة الأقل سعراً، والأكثر قدرة على نقل الحمولات الثقيلة ولمسافات طويلة وبسرعة فائقة، إضافة إلى توفير الجهد والوقت للمستثمرين الصناعيين، موضحاً أنه في العام الماضي وقَّعت «مدن» مذكرة تفاهم مع «سار» لدرس ربط المدن الصناعية بسكك الحديد، وإنشاء محطات للشحن ببعض المدن الصناعية، ويجري العمل على إعداد الدراسات المالية والفنية اللازمة لهذا المشروع، إضافة إلى الشروع في تسويق الفرصة إلى عدد من الشركات العالمية المشغلة للبدء في إعداد التصاميم.