البحث عن المهنية والاحترافية في العمل الإعلامي، كان وراء اتجاه المعدّ في قناة «إم بي سي» محمد العُمر إلى دبي، فاهتمامه بما يُعنى بالقضايا الاجتماعية والسياسية لم يجد له الأرضية المحلية المناسبة، فبعد دورات تدريبية عدة، وتغطيات متنوعة منها أحداث جنوب السعودية وموسم الحج مع قناة الإخبارية السعودية، اختار أخيراً خوض تجربة جديدة مكانها دبي. ويقول: «عندما قررت ممارسة العمل الإعلامي، كان همي الأكبر إبراز الشارع بطبيعته، سواء على صعيد ألمه أم فرحه، وبثّه عبر الشاشة الفضية، وكنت حينها أتوق إلى مكان أكثر مهنية وأكثر مساحة لعرض ما أريد طرحه، وكانت أمامي خيارات عدة، لكني لم أنظر إلى مسألة الداخل والخارج، من منطلق أن العمل الإعلامي لا يعترف بذلك، وإنما بالاهتمام والمهنية وكذلك البحث عن النجومية، ومحلياً نحتاج إلى الإيمان الكامل بقدرات شبابنا ومحاولة تحفيزهم وشكر تميزهم والإشادة بهم بدلاً من تهميشهم، فتلك النقاط إذا انعدمت تكون قوة جبارة لجعل الصحافي السعودي يهاجر ببدنه وعقله إلى أرض أخرى تحترم طاقته». ويعتبر العمر أن الإمارات كانت محطة مفاجئة ولم تكن مقصداً، إذ أُتيحت له فرص في بلدان عدة، لافتاً إلى أنه وجد في «إم بي سي» أدوات الصحافي الشامل، واكتسب فيها خبرة ومعرفة ومهارة كان يفتقر إليها، ولا يُخفي أن الجانب المادي أيضاً له أهميته، فهو يرى أن كثير من الصحافيين والإعلاميين السعوديين لا يتوافر لديهم حافز مادي يجعلهم يتفرغون للعمل الإعلامي في شكل كامل. وحزم المُعدّ الرياضي في قناة العربية عبدالله الدرويش حقائبه باتجاه دبي، رغبة منه في الانضمام إلى طاقم قناة لها جماهيريتها، كما أنه أراد إلى حد ما الهروب من الارتباطات الاجتماعية، معتبراً الفارق في العمل الإعلامي لا يرتبط بالبلد، وإنما بالمؤسسة الإعلامية وما تهيئه لموظفيها. ويضيف: «ربما يكون اسم القناة وحده كافياً للانتقال، علماً أنني أؤمن أن الفارق العملي ليس له علاقة بالمكان، وإنما بالمؤسسة الإعلامية ذاتها، سواء داخل أو خارج السعودية، ولكن يمكن القول أن العمل الخارجي نظراً إلى ما يتيحه من احتكاك بالجنسيات والتجارب الأخرى، يسهم في توسع الأفق الإعلامي ويفتح مجالات واسعة للتميّز ويجعل التركيز منصبّاً على العمل، وفي السعودية تفكر بعملك وأسرتك وأصدقائك، وتزور هذا وذاك».