القدس 19 أغسطس اب (رويترز)- اثارت صحيفة شعبية سويدية غضبا في اسرائيل وادانة من سفيرة السويد اليوم الاربعاء بعدما نشرت مقالا عن اتهامات بأن جنودا اسرائيليين سرقوا اعضاء بشرية ووصف مسؤول اسرائيلي التقرير بانه يحتوي على افتراءات معادية للسامية. ورد رئيس تحرير صحيفة افتونبلاديت بقوة على كل من اسرائيل والسفيرة السويدية بسبب انتقاداتهما لتغطية صحيفته للقضية. وكررت الصحيفة اتهامات فلسطينية تعود الى اوائل التسعينات بأن جنودا اسرائيليين اخذوا اعضاء بشرية من رجال لقوا حتفهم اثناء اعتقالهم. وبدأ المقال بالاشارة إلى قضية في ولاية نيوجيرزي الامريكية حيث وجه اتهام إلي يهودي امريكي بالاتجار في الكلى البشرية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايجال بالمور "هذا المقال به عناصر من الافتراءات ضد اليهود التي ترجع الى القرون الوسطى." واضاف متهما الصحيفة بتشجيع جرائم الكراهية "هذا أمر لا يمكن قبوله." وقال يان هلن رئيس تحرير افتونبلاديت "انه أمر غير سار ومحزن بشدة ان نرى آلة دعاية بمثل هذه القوة تستخدم صورا معادية للسامية يرجع تاريخها لقرون في محاولة واضحة لازاحة قضية موضوعية عن الطاولة." واتهم السفيرة السويدية بشن "اعتداء صارخ على حرية التعبير" بسبب انتقاداتها. ووصف هلن المقال بانه مقال رأي يثير تساؤلات عن اسرائيل في سياق ما يشتبه في انها صلة لاسرائيل بالقضية المنظورة في الولاياتالمتحدة. ونفى اي اشارة الى معاداة السامية من صحيفته. لكن في تصريحات تعكس الغضب الاسرائيلي من الانتقادات الخارجية وخاصة من اوروبا بشان معاملة الفلسطينيين ولاسيما منذ الحرب الذي شنتها اسرائيل في غزة في يناير كانون الثاني تحدث مسؤولون ومعلقون اسرائيليون بقوة للتعبير عن مظالم تاريخية لليهود ضد اوروبا عموما والسويد بصفة خاصة. وتراوحت هذه المظالم من "افتراءات الدم" في اشارة الى اتهام الاوروبيبن لليهود في العصور الوسطى باستخدام دماء اطفال رضع مسيحيين في طقوس خاصة بهم الى الاستياء في العصور الحديثة من موقف الحياد الذي اتخذته السويد تجاه الزعيم النازي الالماني ادولف هتلر. واشار كاتب عمود إلي حادث مقتل وسيط سويدي للامم المتحدة على يد مسلحين يهود في القدس في 1947. وقال الكاتب ان هذا السويدي حابى العرب اثناء تقسيم فلسطين وحاول كمش حدود دولة اسرائيل المستقبلية. وقالت السفيرة اليزابيت بورسين بونير وهي تحاول النأي باستوكهولم عن التقرير بينما تؤكد على حرية الصحافة في السويد "المقال ...صادم ومروع لنا نحن السويديين كما هو الحال بالنسبة للمواطنين الاسرائيليين. نحن نشارك الاستياء الذي اعرب عنه ممثلو الحكومة الاسرائيلية ووسائل الاعلام والجمهور الاسرائيلي." وقال بالمور ان اسرائيل تفكر في اتخاذ اجراءات قانونية ضد الصحيفة وانه يجب على محرري الصحيفة تقديم اعتذار على الاقل عن "مقال رديء للغاية". م ر ح -وي (سيس)