واصل عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) تقدمهم نحو مدينة عين العرب (كوباني) الكردية، بعد غارات التحالف الدولي - العربي على مواقع التنظيم لإعاقة تقدمه للسيطرة على أكبر مدينة كردية في شمال سورية وقرب الحدود مع تركيا. وأصيب خمسة اشخاص أمس عندما سقطت قذيفة هاون على منزل في بلدة تركية على الحدود السورية على بعد كيلومترات من مدينة عين العرب. وسقطت القذيفة التي لم يعرف مصدرها بعد، على منزل على بعد كيلومترين من الحدود السورية على مشارف بلدة سروج، بحسب ما افاد مصدر طبي، مشيراً الى ان الاصابات طفيفة. وخلال الايام الماضية سقط عدد من قذائف الهاون على مناطق تركية قريبة من الحدود اثر القتال الدائر في مدينة عين العرب الكردية السورية، ما ادى الى اصابة العديد. وتنتشر القوات التركية على الحدود الا انها لا تشارك في القتال. وشاهد صحافيون في «فرانس برس» امس لليوم الثالث على التوالي من منطقة مرشد بينار التركية الحدودية سحباً من الدخان تتصاعد من محيط كوباني التي لا تزال تتعرض للقصف من مواقع تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي بات في بعض الاماكن على بعد مئات الامتار من المدينة، بينما يخوض مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردية مواجهة شرسة مع المهاجمين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان «تنظيم الدولة الاسلامية تمكن من السيطرة على الجزء الجنوبي من هضبة مشته نور الواقعة جنوب شرقي مدينة عين العرب». وأضاف: «الا ان الغارات التي تنفذها طائرات التحالف الدولي - العربي تعيق تقدمه في اتجاه المدينة»، مشيراً الى غارات جديدة «استهدفت سبعة مواقع للتنظيم عند اطراف مشته نور وفي محيطها ليلاً، تسببت بخسائر بشرية». وكان مقاتلو تنظيم «الدولة الاسلامية» بدأوا هجوماً ترافق مع قصف عنيف ومعارك ضارية امس على الجبهة الشرقية والجبهة الجنوبيةالشرقية لكوباني، محاولين الاستيلاء على هضبة مشته نور المرتفعة والمطلة على المدينة. وقال الناشط الاعلامي مصطفى عبدي الموجود في المنطقة: «لولا غارة التحالف (أول من) أمس لكان داعش في قلب كوباني». واستأنف تنظيم «الدولة الاسلامية» هذا الصباح قصف المدينة، لا سيما هضبة مشتى نور. وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن ان نجاح مقاتلي «الدولة الاسلامية» في السيطرة «على كامل الهضبة (...) يعني ان عين العرب ستصبح كلها في مرمى نيرانهم، ويصير دخولها امراً سهلاً». وبلغت حصيلة قتلى القصف والمعارك والغارات الجوية السبت 23 بين «وحدات حماية الشعب الكردية» و33 على الاقل بين عناصر «الدولة الاسلامية»، بحسب «المرصد». وقال عبدالرحمن ان «مئات المقاتلين قتلوا من الطرفين» منذ بدء الهجوم في اتجاه كوباني في 16 ايلول (سبتمبر)، مؤكداً ان لا حصيلة دقيقة لديه بعد. وقال بارور محمد علي وهو مترجم مع «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» السوري في المدينة إن مقاتلي «داعش» يقصفون تل ميستانور بقذائف الدبابات ومدافع الهون في محاولة للاستيلاء على التل وهو من شأنه تسهيل الوصول إلى المدينة. وأضاف ل «رويترز» إن القوات الكردية تمكنت من منع مقاتلي «الدولة الإسلامية» من الاستيلاء على التل. وأضاف: «خلال الليل كانت هناك غارات جوية جديدة. أغاروا ثلاث أو أربع مرات في محيط تل ميستانور». وتمكن تنظيم «داعش» من السيطرة على مساحة واسعة في المنطقة ذات الغالبية الكردية في طريقه الى كوباني، تمتد، بحسب «المرصد»، على قطر يبلغ حوالى اربعين كيلومتراً تقريباً. وتسببت المعركة بنزوح اكثر من 300 الف شخص عبر اكثر من 180 الفاً منهم الحدود نحو تركيا. ويسعى بعض النازحين الى العودة الى كوباني من اجل المشاركة في القتال، كما يقولون، بحسب ما ذكر صحافيو «فرانس برس» على الحدود، لكن السلطات التركية تمنعهم من العبور في الاتجاه المعاكس. ويرى خبراء ان وضع مدينة عين العرب يجسد تماماً الفاعلية المحدودة للضربات الجوية في القضاء على التنظيم الذي يثير الذعر في اماكن انتشاره في سورية والعراق وفي العالم، مشددين على الحاجة الملحة لتدخل عسكري بري من اجل المساهمة في القضاء على التنظيم. وقال المستشار العسكري سابقاً في الولاياتالمتحدة سيث جونز: «الاكراد يواجهون مقاتلين منظمين ومجهزين في شكل جيد. انها مشكلة كبيرة مرتبطة بكل الوضع السوري، لا سيما ان التدخل الاميركي غير منسق مع قوى على الارض. وأحد اسباب انعدام التنسيق هذا هو عدم وجود عدد كافٍ من المقاتلين الذين يمكن للولايات المتحدة ان تتعاون معهم في المعارضة». وإلى الغرب من عين العرب، قصفت الطائرات السورية بلدات في الريف شمال حلب التي تحاول القوات السورية استعادتها من مجموعة من جماعات المعارضة. وفي الأسبوع الماضي حقق الجيش النظامي تقدماً نحو حلب وسيطر على ثلاث قرى شمال المدينة وهدد خطوط إمداد قوات المعارضة فيما يمكن أن يكون تحولاً كبيراً في الموقف العسكري. وكثف الجيش النظامي هجوماً في المناطق الغربية كثيفة السكان من سورية، بينما تركز الطائرات التي تقودها الولاياتالمتحدة على مناطق في الشمال والشرق تسيطر عليها عناصر «الدولة الإسلامية» وتراها دمشق أقل أهمية. وقال «المرصد» إن اشتباكات دارت بين الجيش النظامي وعناصر «داعش» حول مطار كويريس الجوية في حلب. وشنت الطائرات الحربية السورية غارات يوم السبت حول المطار. الى ذلك، اعتبرت صحيفة «الثورة» السورية الرسمية ان الرئيس التركي طيب رجب اردوغان يتخذ من حماية ضريح سليمان شاه الموضوع تحت السيادة التركية في محافظة حلب في شمال سورية، من «داعش»، ذريعة من اجل التدخل في سورية. وكان اردوغان حذر السبت التنظيم المتطرف من المس بضريح سليمان شاه، جد مؤسس الامبراطورية العثمانية، الذي يحرسه جنود اتراك. وقال: «لن نتردد بتاتاً في الرد في حال حصل اي شيء هناك»، معتبراً ان الارض التي عليها الضريح «ارضاً تركية».