أكدت مصادر ديبلوماسية ل»الحياة» أن الادارة الأميركية تبحث مع الشركاء الاقليميين والأوروبيين في فكرة اقامة منطقة حظر جوي جزئي في سورية ضمن لائحة خيارات للتعاطي مع تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش). وقالت المصادر إن الاقتراح بداية جاء من الجانب التركي الذي يرى في هذا الخيار ضرورة لحماية الحدود التركية. وكان وزير الخارجية جون كيري التقى أمس في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) نظيره التركي مولود جاويش أوغلو وتطرقت المحادثات للملف السوري. كما كثفت ادارة الرئيس باراك أوباما اتصالاتها الاقليمية لتنسيق أي تحرك عسكري في سورية، وهي تنتظر توصيات قيادة الجيش الأميركي وعرضها أمام الكونغرس بداية الأسبوع المقبل. في غضون ذلك، سيطرت المعارضة السورية أمس على قرى جديدة في هضبة الجولان عقب معارك عنيفة مع القوات النظامية التي تعرضت أيضاً لقصف جوي إسرائيلي رداً على سقوط قذيفة على الجانب الواقع تحت سيطرة الدولة العبرية من الحدود. وجاء احتدام المعارك في وقت «توقفت» المفاوضات بين الأممالمتحدة و «جبهة النصرة» في شأن الإفراج عن عشرات الجنود الفيجيين في الجولان (أندوف)، لكن قائد الجيش الفيجي موزيسي تيكويتوغا قال إن هذا التوقف أمر طبيعي في مثل هذه الظروف و «آمل بأن تستأنف المحادثات قريباً». مضيفاً أن مكان احتجاز الجنود ما زال مجهولاً. وأكد الجيش الإسرائيلي أمس أنه قصف موقعاً للجيش السوري في الجولان رداً على سقوط قذيفة على الجانب الآخر من الحدود خلال اشتباكات بين القوات النظامية وقوات المعارضة في القنيطرة. لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن «الطائرات الإسرائيلية قصفت مقر قيادة اللواء 90» في القنيطرة، مشيراً إلى «معلومات أولية» عن مقتل ثلاثة من عناصر اللواء. ولفت إلى أن قيادة اللواء كانت تعرضت لقصف سابق من الطائرات الإسرائيلية. وتزامنت الضربات الإسرائيلية مع احتدام المعارك بين القوات النظامية والمعارضة في ريف القنيطرة. وأعلن معارضون أن الثوار تمكنوا خلال المعركة من «تحرير سرية الخميسة ومجدوليا غرب نبع الصخر في ريف القنيطرة»، كما «سيطروا على تل مهيد» في ريف القنيطرة. وتابعوا أن الثوار دمّروا «مدرعة لقوات النظام داخل سرية عين الباشا في القنيطرة». لكن «المرصد السوري» اكتفى بالإشارة إلى «استمرار الاشتباكات» بين قوات النظام وقوات المعارضة، وتحديداً «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية وكتائب مقاتلة أخرى «في منطقة تل مهيد بريف القنيطرة وفي المحور الجنوبي الشرقي والمحور الشرقي من القطاع الأوسط» في القنيطرة. وقال إن أربعة من عناصر المعارضة قُتلوا خلال الاشتباكات. وفي محافظة دمشق، أشار «المرصد» إلى «استمرار الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، على أطراف حي جوبر». وأضاف أنه «ارتفع إلى 13 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي منذ صباح اليوم (أمس) على مناطق في الحي». وتقصف طائرات النظام الحي منذ ستة أيام على الأقل بلا هوادة وسط محاولات لاقتحامه. وأعلن «المرصد»، من جهة أخرى، أن «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية وكتائب مقاتلة و «لواء جبهة الأكراد» سيطرت على قريتي الحصية والوردية الواقعتين إلى الشمال من بلدة أم حوش في ريف حلب الشمالي، عقب اشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، بحسب ما أورد «المرصد». ولوحظ، في غضون ذلك، تصاعد الضربات الجوية لمواقع «الدولة الإسلامية» في شرق سورية. وأعلن «المرصد» سقوط جرحى من عناصر «الدولة» جراء قصف جوي «استهدف معسكر الطلائع الذي يتخذه تنظيم الدولة الإسلامية مقراً لتدريب مقاتليه» في محافظة الرقة. وفي محافظة دير الزور المجاورة، نفذ الطيران الحربي غارتين قرب مقر ل «الدولة» في بلدة العشارة بالريف الشرقي لمدينة دير الزور، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المواطنين. وفي نيويورك قالت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة سامنثا باور إن ملف الأسلحة الكيماوية السورية «لن يغلق طالما أن قرار مجلس الأمن 2118 لم يُطبق بالكامل بعد»، مشيرة الى أن التقارير عن استخدام النظام السوري غاز الكلورين «ستبقي مجلس الأمن منشغلاً بمتابعة هذا الملف». ورغم إعرابها عن «القلق من إمكانية سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على أي أسلحة كيماوية قد تكون باقية في سورية» إلا أنها أشارت الى أن «النظام السوري يستخدم التكتيكات الإرهابية ذاتها التي يمارسها هذا التنظيم ضد الشعب السوري». وقالت باور بعد جلسة مغلقة لمجلس الأمن حول الأسلحة الكيماوية السورية إن على «نظام الأسد أن يدمر منشآت إنتاج الأسلحة الكيماوية التي لا تزال موجودة» في سورية، وعددها 12 وفق تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.