حذّر موفد الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السودان الجنرال سكوت غرايشون من أن إقليم دارفور على شفا أزمة أعمق من تلك التي يواجهها أصلاً بسبب طرد الخرطوم منظمات إغاثة أجنبية عاملة فيه، في وقت كشف ل «الحياة» مصدر مطلع على محادثات الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والأميركي أوباما أنها أبديا أسفهما لموقف القادة العرب والأفارقة الداعم للرئيس السوداني عمر البشير، واتفقا على البقاء مصممين إزاء طلب المحكمة الجنائية الدولية توقيف الرئيس السوداني بتهمة التورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. وقال المصدر ل «الحياة» إن أوباما أكد أن ما ينبغي القيام به فوراً هو الحصول من البشير على تعهد بالتراجع عن قراره طرد 13 منظمة إنسانية غير حكومية من دارفور، مشيراً إلى أن موفده الخاص إلى السودان باشر عمله وانتقل إلى دارفور. ونقلت وكالة «رويترز» عن موفد أوباما الجنرال غرايشون قوله في اتصال هاتفي من شمال دارفور إن الإقليم السوداني يواجه أزمة إنسانية أكثر عمقا بعدما طردت الخرطوم منظمات الاغاثة. وانه سيحتاج خلال اسابيع الى عمليات اغاثة جديدة. وقال غرايشون للصحافيين هاتفياً إنه زار للتو مخيم زمزم للاجئين وإن خدمات الرعاية الصحية تضررت وحذّر من أن الماء قد ينفد في غضون أسابيع. وأضاف «إنني قلق للغاية لما رأيته. نحن على شفا أزمة أكثر عمقا في دارفور. علينا أن نخرج بحلول على الأرض في الأسابيع القليلة المقبلة... يتعين علينا أن نزيد قدرة وعدد وكالات المساعدات التي تتمكن من نقل المساعدات من المخازن إلى نقاط التوزيع ثم إلى الناس في هذه المخيمات». وهذه أول زيارة لغرايشون، الجنرال المتقاعد في سلاح الجو، منذ تعيينه موفداً خاصاً للسودان الشهر الماضي. إلى ذلك، تطرق الرئيسان الأميركي والفرنسي في محادثاتهما إلى الملف الايراني، وكرر أوباما لساركوزي عزم الولاياتالمتحدة الانفتاح على إيران، ولكن رأى، في الوقت نفسه، انه ينبغي ألا يظهر ذلك للمسؤولين الايرانيين بمثابة موقف ضعف، وشدد على أنه ينبغي الحفاظ على العقوبات على إيران حتى تفهم القيادة الإيرانية انها لم يربح بسياستها الحالية. وعن الشرق الأوسط، قال المصدر ل «الحياة» إن ساركوزي قال لأوباما إنه يجب ألا يكون وصول بنيامين نتانياهو إلى رئاسة الحكومة في اسرائيل عائقاً في وجه دفع السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وانه ينبغي أخذ مبادرة سريعة لدفع السلام في الشرق الأوسط والتحرك بسرعة دون الانتظار. ونقل عن ساركوزي قوله إن نتانياهو انتُخب ولا يمكن تغيير مجرى الأمور وبالتالي يجب التعامل مع هذا الواقع والعمل معه لوضعه أمام مسؤولياته من أجل التقدم في مسيرة السلام، وان من الضروري عدم الانتظار بل محاولة دفع الأمور. وتابع المصدر أن أوباما أظهر اهتمامه بدفع السلام وانه قال إنه ينبغي «اختبار» سياسة نتانياهو خلال الشهور المقبلة.