تواصلت ردود الفعل على خطاب وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة الاربعاء الماضي. وكان ابرزها امس لرئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة الذي استغرب في تصريح، «موقف وزير الخارجية دون الوقوف على رأي كل من رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) ورئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) وبطريقة مخالفة للدستور بشكل كلي، خصوصاً في ما يتعلق بالتعبير عن السياسة الخارجية للدولة». ورأى ان هذا الموقف «يشكل مخالفة صارخة للسياسة المعلنة للحكومة سياسة النأي بالنفس فضلاً عن كونها تشكل مخالفة واضحة لإعلان بعبدا». اضاف: «لا يجوز اطلاقاً لوزير الخارجية في منتدى عربي أو دولي ان يعبر عن آرائه الشخصية مهما كانت لأنه يمثل رأي الحكومة وسياستها. وتصرفه يضع على المحك مدى احترام الوزير لأحكام الدستور وصلاحيات الحكومة، ولا سيما ان الدستور ينيط برئيس الحكومة التعبير عن سياستها وعندما تتمثل الحكومة بوزير الخارجية، فعليه ان يلتزم بهذه السياسة التزاماً كاملاً». ونبه الى ان «علاقة لبنان مع الدول العربية باتت في مرحلة حساسة بسبب سياسات ومواقف هذه الأطراف». وكان السنيورة التقى الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي وبحث معه التطورات. ورد منصور لاحقاً على السنيورة سائلاً: «بماذا خالفت الدستور؟». ونفى أن يكون تسلم رسالة من رئيس الحكومة «لم يعرف مضمونها». وفي المواقف اكد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية ايلي كيروز ان «موقف منصور يخالف سياسة الحكومة المعلنة والقاضية بالنأي بالنفس ويعرض مصالح لبنان وعلاقاته العربية والدولية للخطر، كما يهدد مصالح الجاليات اللبنانية المقيمة والعاملة في دول الخليج العربي». ودعا رئيسي الجمهورية والحكومة الى «اقالته من منصبه تفادياً للضرر المتمادي بمصالح الشعب اللبناني». واعتبر عضو كتلة «حزب الكتائب اللبنانية» نديم الجميل ان «الحكومة تعيش حال انفصام ونرى وزراء ينتقدونها ووزير خارجية يتخذ موقفاً متفرداً»، لافتاً إلى أننا «أصبحنا في بلد «فارط» لدرجة اننا نحتاج لنقلة نوعية في كل المجالات وليس فقط في قانون الانتخابات». وفي المقابل، استغرب وزير الدولة علي قانصو «الهجمة على وزير الخارجية وهو صوت ب «النأي بالنفس» على البيان الختامي، اما بالنسبة الى كلمته التي ألقاها في مجلس الجامعة العربية فتعبر عن موقفه، وقد حمل موقفه أكثر مما يحتمل». وسأل قانصو في حديث الى «ان تي في»: «هل كَفَر منصور عندما طالب بتعليق عضوية سورية في الجامعة العربية؟»، مضيفاً: «أنا أحييه على موقفه بالجامعة». ورأى وزير الثقافة غابي ليون ان «موقف الوزير منصور يثار في الإعلام ويعطى حجماً أكبر من حجمه»، مشدداً على «أن موضوع سياسة النأي بالنفس تلتزمه الحكومة التزاماً تاماً وموقف الوزير منصور يتم تكبيره اعلامياً». ورأى ليون في حديث الى «صوت لبنان» أن «النأي بالنفس لا يكون بالكلام فقط»، مشيراً الى «أن ما يجري من تشجيع للمعارضة السورية وتسليحها ونقل المقاتلين اليها يجب ان ننأى بنفسنا عنه». وانتقد «التحريض الذي سمعناه من احد النواب اللبنانيين والذي دعا فيه الجامعة العربية الى تعليق عضوية لبنان في الجامعة رداً على تصريحات منصور»، لافتاً الى «ان مثل هذه المواقف هي التي يجب ان تدان».