تحتفل «دارة الفنون- مؤسسة خالد شومان» بالعيد الخامس والعشرين لانطلاقتها، مساء غد، بافتتاح معرض للمصوّر الفوتوغرافيّ السوريّ هراير سركسيان، إضافة الى استضافة مشروع «الحق» للفنانتين الأردنيّة رجوة علي، والكنديّة آيونا فورنيير. وسيكون الجمهور الأردني للمرة الأولى على موعد مع الموسيقى التجريبية التي يؤديها الفنان اللبنانيّ رائد ياسين للمناسبة. يقدّم هراير سيركسيان (من مواليد دمشق 1973)، سلسلة أعمال فوتوغرافيّة أنجزها في أرمينيا وسورية وتركيا. كما يعرض سلسلة «شفافيّة» (2012) التي أنجزها في الأردن خلال إقامة فنيّة في دارة الفنون، حيث صوّر أبنية مهجورة تمثّل رؤية للعيش المعاصر الذي يضمحلّ وينتهي. أما في سلسلة «ساحات الإعدام» (2008) فالتقط سركيسيان صوراً في الصباح الباكر لساحات عامة في ثلاث مدن سوريّة هي حلب واللاذقيّة ودمشق، حيث يُعدم المجرمون على الملأ. ويتضمن المعرض سلسلة «ستوديو سركيسيان للتصوير/ أنا ووالدي» (2010) التي توثّق لآخر جلسة تصوير للاستوديو قبل إغلاقه. وفي «قماش المدينة» (2010)، يرصد مجمّعات سكنيّة مهجورة في أرمينيا، بقيت لتتحدّث عن سطحيّة عالم الأحلام الذي يصعب على أحد الاعتقاد أن الخدعة انطلت عليه. تلقى سركيسيان تدريباته الأساسيّة على التصوير في استوديو والده، حيث كان يمضي العطلات في صغره، وحيث عمل لمدة 12 سنة بدوامٍ كامل بعد تخرّجه من المدرسة. وتابع دراسته في التصوير الفوتوغرافي في أكاديميّة «Gerrit Rietveld» في أمستردام. فالتصوير بالنسبة إلى الفنان الثلاثيني الذي حصل على جائزة «Abraaj Group Art Prize» في العام 2013: «وسيلة لرواية القصص التي لا تظهر على السطح مباشرة. هو أداتي للبحث عن الأجوبة المتعلقة بذكرياتي الخاصة وخلفيّتي، متّخذاً هذه الذاتيّة طريقة لاستكشاف القصص الأكبر التي يعجز، أو لا يستطيع السرد التاريخي إخبارها». وفي المختبر، تقدّم كل من الفنانة الأردنيّة رجوة علي (1969، عمّان) والكنديّة وآيونا فورنيير- تومبس (1986 مونتريال) العمل الإنشائي: «الحق». وهو مشروع تعاوني بين فنانتين تجمعهما فلسفة واحدة، ترى أن تأمّلَ الجمال والانسجام، يُتيح للروح البشرية التقدُّم في مسيرتها نحو «الحق» (وهو من أسماء الله الحسنى). وتدعو الفنانتان الزائر للسير على خُطى «الدوّامة الذهبية»، وهي نسبة هندسية أزليّة تحمل مفتاح الجمال والتناغم بين الطبيعة والفن. وفي خضمّ سير الزائر عبرَ الدوّامة، تتحوّل خطوطها من الطبشور إلى ورقٍ ذهبي يرمز إلى تطهير الروح. وعلى الجدران المحيطة ثمّة تخطيطات تبحث في تدرّج مراحل «الدوّامة الذهبية» في الطبيعة وعلاقتها بتجليات الروح العميقة. وفي الساعة الثامنة مساء، يقدّم الموسيقيّ اللبناني رائد ياسين أداءً موسيقيّاً تجريبيّاً على آلة «دابل بايس»، مستخدماً مشغّلات الأقراص والأشرطة والإلكترونيّات في مقطوعاته.