لندن، دمشق - «الحياة»، أ ف ب - وافق وزراء الخارجية العرب على ان يشغل «الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» مقعد سورية في الجامعة العربية ومنظماتها المختلفة. ودعا الوزراء «الائتلاف» إلى تشكيل هيئة تنفيذية للمشاركة في قمة الدوحة إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى السلطة في سورية. وترافق هذا القرار مع اعلان الأممالمتحدة ان عدد اللاجئين السوريين وصل الى مليون تم تسجيلهم أو إغاثتهم. واعتبر الأمين العام للجامعة نبيل العربي ان موافقة مجلس الجامعة على منح مقعد سورية للإئتلاف سيكون معلقاً إلى أن تشكل هذه المعارضة هيئة تنفيذية لشغل هذا المقعد، وذلك ليتسنى للائتلاف حضور القمة في نهاية الشهر في العاصمة القطرية الدوحة. وبحث اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد برئاسة وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أجندة قمة الدوحة وأقر البنود الرئيسية فيها والتي كان رفعها إليه اجتماع المندوبين الدائمين الإثنين الماضي. وكانت الجلسة المغلقة للاجتماع الوزاري شهدت مشادات بين عدد من الدول المتحمسة للطرح القطري بشغل «الإئتلاف» مقعد سورية والدول المتحفظة مثل العراق والجزائر، وسجل لبنان الموقف الذي اتخذه منذ تداول الأزمة السورية في اجتماعات وزراء الخارجية العرب وهو النأي بالنفس، وذلك بعد ان دعا وزير خارجية لبنان عدنان منصور في الجلسة الافتتاحية الى رفع تعليق مشاركة سورية وإعادتها إلى مقعدها الدائم للتعاطي معها نحو إيجاد حل سلمي في سورية. ورد عليه رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم مؤكدا أن الرئيس بشار الأسد هو من رفض المحاولات العربية الودية واختار سفك دماء الشعب السوري. وقال مصدر ديبلوماسي عربي ل»الحياة» إن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اعتبر ان من الخطورة أن تشغل المعارضة مقعد الحكومة في الجامعة لأن ذلك قد يفتح الباب في يوم من الأيام وتطلب «جبهة الإنقاذ» مثلا مقعد مصر في الجامعة. وأشار المصدر إلى أن وزير خارجية مصر اعترض مؤيدا الاقتراح القطري، ومذكرا زيباري بأن الحكومة في مصر وصلت عن طريق الصندوق وليس عبر سفك الدماء. وفي الجلسة نفسها رفض نبيل العربي طلب قطر تقديم الدعم العسكري ل «الجيش الحر» و»الائتلاف» الوطني. وقال إن الحروب لن تحسم المعارك ويجب أن ندعو إلى الحوار لإنهاء القتل والخراب. وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل وحمد بن جاسم وكامل عمرو والعربي عقدوا اجتماعا مغلقا تمت فيه بلورة الطرح القطري بشغل المعارضة مقعد سورية، ووأد محاولات إعادة الحكومة السورية الى مجالس الجامعة. من جهة اخرى يعقد نائبا وزيري الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والاميركي وليم بيرنز لقاء اليوم في لندن على هامش مؤتمر خاص حول اليمن. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية في مؤتمر صحافي في موسكو امس ان المبعوث الدولي- العربي الاخضر الابراهيمي سينضم الى اللقاء. كما ذكر مصدر دبلوماسي بريطاني ان وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية اليستر بيرت يمكن ان يشارك فيه كذلك. واوضح المصدر ان لندن وواشنطن تسعيان للتحقق مما اذا كان التغيير في الموقف الروسي جديا عبر اطلاق مرحلة انتقالية، ام انه يرمي الى «شق» المعارضة السورية. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اعلن امس في مجلس العموم ان بلاده ستزود المعارضة السورية بمعدات حماية شخصية من بينها ملابس واقية وعربات مصفحة لتمكين شخصيات المعارضة من التنقل بحرية اكبر. وقال ان المساعدات العسكرية غير القتالية البالغة قيمتها 20 مليون دولار تأتي كاستجابة ضرورية للمعاناة الانسانية في سورية. واضاف هيغ ان الدبلوماسية تاخذ وقتا طويلا واحتمالات حدوث اختراق فوري ضئيلة. من جهة اخرى اكد رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة انطونيو غوتيريس امس ان سورية «دخلت دوامة الكارثة المطلقة» وقال ان هناك مليون شخص فارين من بلادهم، وملايين النازحين داخل البلاد، وآلاف الاشخاص الذين يعبرون الحدود كل يوم. وبلغ عدد الذين هربوا من سورية منذ اول كانون الثاني (يناير) الماضي 400 الف شخص وهم «في حالة صدمة، معدمون تماماً وفقدوا أفراداً من عائلاتهم»، ونصفهم اطفال دون الحادية عشرة من العمر. واعلن متحدث باسم الاممالمتحدة ان مجموعة من المسلحين السوريين احتجزت نحو 20 من عناصر قوات حفظ السلام الدولية في منطقة محاذية لمرتفعات الجولان المحتل. وصرح نائب المتحدث باسم الاممالمتحدة ديل بوي ان القوات الدولية «ابلغت انه في وقت سابق من اليوم (امس) اوقف نحو 30 مقاتلا نحو 20 من عناصر حفظ السلام واحتجزوهم» في منطقة محاذية للجولان, الامر الذي دانه مجلس الامن بشدة.