منع طلاب جامعة بيرزيت في الضفة الغربية أمس القنصل البريطاني العام فينسنت فين من إلقاء محاضرة في الجامعة، وهاجموا سيارته أثناء مغادرته الحرم الجامعي، وذلك احتجاجاً على ما وصفوه بالسياسة البريطانية المعادية للفلسطينيين والمنحازة لإسرائيل. وكان القنصل البريطاني توجه إلى جامعة بيرزيت قرب رام الله لإعطاء محاضرة حول السياسة البريطانية في المنطقة وآفاق السلام. لكنه اضطر للمغادرة بسبب تظاهرة قام بها طلاب ضد مشاركته وهم يهتفون «اخرج من بيرزيت». وقال شهود عيان ل «الحياة» إن عشرات الطلاب هاجموا القنصل أثناء مغادرته مبنى إدارة الجامعة محاطاً بالمدرسين والحرس الجامعي، متوجهاً بسرعة إلى سيارته. وحاول الطلاب الاعتداء على القنصل، وعندما لم يتمكنوا ضربوا سيارته بأيديهم وأرجلهم ورشقوها بالحجارة وتمكنوا من كسر المرآة الجانبية للسيارة وقاموا بإلصاق صور لأسير فلسطيني مضرب عن الطعام منذ فترة طويلة على النافذة. ورفع المتظاهرون أعلاماً فلسطينية ولافتات باللغتين العربية والإنكليزية منها «أنا لاجئ بسبب بلفور» في إشارة إلى وعد وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور عام 1917 الذي تعهد فيه «بإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين». وأصدرت إدارة الجامعة بياناً أعربت فيها عن أسفها لاضطرارها «لإلغاء المحاضرة التي كان يفترض أن يلقيها القنصل البريطاني العام في القدس السير فينسنت فين حول العلاقات البريطانية الفلسطينية، وذلك بعد احتجاج الطلبة على زيارته، وتهديدهم بمنع المحاضرة بالقوة». وأضاف البيان: «احتشد عشرات الطلبة أمام مبنى الإدارة في أثناء لقاء القنصل مع أعضاء من إدارة الجامعة، رافعين شعارات ومرددين هتافات تندد بالدعم البريطاني لإسرائيل وبدورها في نشوئها». وتابعت إدارة الجامعة في البيان: «كان من الأجدى الحوار مع الضيف والتعبير عن المواقف السياسية بالطرق الديموقراطية». وقال الطلبة إنهم تظاهروا ضد القنصل البريطاني بسبب الانحياز التاريخي للسياسة البريطانية ضد الشعب الفلسطيني. وقال طه الأفغاني منسق حركة الشبيبة الطلابية، الذراع الطلابي لحركة «فتح» ل «الحياة»: «طالبنا إدارة الجامعة بإلغاء المحاضرة لأن بريطانيا وقفت دائماً ضد الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور، ورفضت حتى التصويت لصالح الاعتراف بفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة». ورفع المتظاهرون شعارات ضد بريطانيا منها: أنا لاجئ بسبب وعدكم. دماء غزة لم تجف بسبب وعدكم. وحملوا صور الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية. من جهتها، عبرت القنصلية البريطانية العامة عن أسفها لإلغاء محاضرة القنصل، الذي كان يفترض أن يشارك في محاضرة حول سياسات بريطانيا في الشرق الأوسط. وقال بيان صادر عن القنصلية «كان السير فينسينت يأمل بتأكيد التزام بريطانيا العميق بقيام دولة فلسطينية والحاجة الملحة لإحراز تقدم في عملية السلام عام 2013». وتابع البيان: «للأسف، لم يكن بالإمكان إجراء حوار مماثل في هذه المناسبة»، من دون إضافة أي تفاصيل. وقام طلاب جامعة بيرزيت بتحرك مماثل عام 2000 عندما رشقوا بالحجارة رئيس الوزراء الفرنسي الزائر ليونيل جوسبان وطالبوا بمغادرته الجامعة بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها حول لبنان.