بروكسيل، القدسالمحتلة، رام الله - «الحياة»، أ ف ب - تبنى وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بروكسيل أمس إعلاناً ينتقد بشدة سياسة الاستيطان في الضفة الغربية، و«تطرف» المستوطنين وعنفهم. وأفاد الاتحاد الأوروبي في بيان أن سياسة الاستيطان في الضفة الغربية تهدد بجعل وجود دولتين، إسرائيلية وفلسطينية، تعيشان جنباً إلى جنب، أمراً «مستحيلاً». وندد خصوصا ب «تسريع» سياسة الاستيطان المعتمدة منذ انتهاء مفعول قرار تجميد الاستيطان موقتاً عام 2010. كما انتقد قرار حكومة بنيامين نتانياهو إعادة إسكان مستوطني «ميغرون» على أراض فلسطينية خاصة في الضفة، ودان عمليات تدمير منازل فلسطينية في القدسالشرقية. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه «لأن ظروف حياة الفلسطينيين تتفاقم» في القسم الذي تديره إسرائيل في الضفة، وأبدى قلقه حيال «القيود الخطيرة» التي يفرضها الإسرائيليون على مساعي السلطة الفلسطينية لتشجيع التنمية الاقتصادية في الضفة. وذكر أنه لا يعترف «بأي تعديل» على مسار حدود ما قبل حرب عام 1967، بما فيها ما يتعلق بالقدس، إلا إذا توافق الطرفان على ذلك، داعياً إلى تسوية وضع المدينة عبر التفاوض. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلقه العميق» حيال «تطرف» المستوطنين، وقال إنه «يدين العنف المتواصل للمستوطنين والاستفزازات المتعمدة ضد مدنيين فلسطينيين». وأضاف إن المسؤولين عن أعمال العنف هذه يجب إحالتهم على القضاء و«ينبغي أن تمتثل الحكومة الإسرائيلية لالتزاماتها بموجب القانون الدولي». وفي ما يتعلق بالهجمات التي تستهدف إسرائيل، أعرب الاتحاد الأوروبي عن «صدمته» من «إطلاق الصواريخ المتكرر» من قطاع غزة، وقال انه «يدين بأشد التعابير العنف الذي يستهدف عمداً مدنيين» إسرائيليين، داعياً «كل الشركاء في المنطقة» إلى أن يحولوا بطريقة «فاعلة» دون تهريب الأسلحة إلى غزة. وكانت صحيفة «هآرتس» أشارت إلى أن البيان يصدر بمبادرة من وزير الشؤون الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون وبدعم من كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، مشيرة إلى فشل محاولات إسرائيلية لإحباط إصداره، انتهت إلى تخفيفه، خصوصاً بعد الرسالة التي أرسلها نتانياهو إلى السلطة الفلسطينية رداً على رسالة الرئيس محمود عباس في شأن عملية السلام. اسرائيل هدمت مشاريع اوروبية عام 2011 في غضون ذلك، كشف تحقيق قامت به منظمات غير حكومية محلية ودولية تحت إشراف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ان اسرائيل هدمت عام 2011 عشرات منازل الفلسطينيين وبنى تحتية زراعية، بعضها من تمويل صناديق أوروبية في وقت تعتبر 110 بنى أخرى مهددة، وذلك وفق. وأفاد تقرير لمنظمة «ديسبلايسمنت ووركينغ غروب» ان اسرائيل هدمت 62 بنية مولها الاتحاد الاوروبي (فرنسا وهولندا وبريطانيا وبولندا وإرلندا والمفوضية الاوروبية) عام 2011. وفي نيسان (ابريل)، احتجت فرنسا لدى سفير إسرائيل في باريس بعد هدم خزانيْن للمياه قرب الجليل (جنوب الضفة) كانت موّلته. كما افاد مكتب تنسيق الشؤون الانسانية بأن إسرائيل هدمت 620 بنية في الضفة عام 2011، منها 62 من تمويل الاتحاد الاوروبي، وغالبيتها موجودة في المنطقة المصنفة «ج» حيث تتولى اسرائيل الامن والسلطة المدنية. الى ذلك، أعلن القنصل البريطاني العام في القدس فينسنت فين أن الشعب البريطاني متعاطف بدرجة كبيرة مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وقال: «نريد أن نرى حلاً سلمياً عاجلاً يجبنهم خطر الموت». وقال إن بلاده تريد أن ترى الأراضي الفلسطينية، «الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية وحدة جغرافية وسياسية واقتصادية وإدارية واحدة». جاء ذلك في حفلة اختتام أحد أبرز مشاريع المؤسسة البريطانية (دي إي آي)، وهو مشروع لدعم القطاع الخاص في التعرف إلى أسواق جديدة. وقال إن بلاده أول مانح ملتزم للسلطة الفلسطينية على مدى طويل. وأشاد رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض الذي شارك في الحفلة بمواقف بريطانيا هذه، واصفاً إياها بأنها «متقدمة».