تحتفي أبو ظبي بالفيلسوف والموسيقى العربي أبو نصر الفارابي، من خلال أمسيات «بيت الفارابي» التي ينظمها مهرجان أبو ظبي في دورته العاشرة التي بدأت الأحد الماضي. ويقدم المهرجان في «بيت العود العربي»، غداً وبعده، أمسيتين موسيقيتين تشارك فيهما كوكبة من الفنانين، تقديراً لما قدّمه الفارابي (872 - 950)، مخترع آلة القانون وواضع «كتاب الموسيقى الكبير». وأبو نصر محمد الفارابي من أوائل العلماء العرب الذين نقلوا علوم أفلاطون وأرسطو إلى العربية، فضلاً عن مساهماته في العلوم والفلسفة والاجتماعيات والطب والحساب والموسيقى، والتي امتدت آثارها إلى أجيال لاحقة وصولاً إلى ابن سينا وآخرين. وألف الفارابي كتابه الموسيقى، الذي استعرض فيه المبادئ الفلسفية حول قيمة الموسيقى وقوتها وتأثيرها العلاجي في الروح، قبل حوالى ألف سنة من بلوغ علم النفس المعاصر خلاصاتٍ مشابهة في دور الموسيقى في العلاج النفسي. وتقام الأمسية الأولى غداً، تعزف خلالها شيرين التهامي، أستاذة العزف على العود في «بيت العود العربي» بأبو ظبي، مع فرقتها النسائية «نجمات» المكونة من عازفات تشيلو وبيانو وكمان وإيقاع. وستقدم الفرقة مقطوعات من مؤلفاتها الخاصة، إضافة إلى أخرى من تأليف أستاذ العود العربي نصير شمة، مؤسس «بيت العود العربي»، وعدد من كلاسيكيات الأغنية العربية لكل من محمد عبدالوهاب وفيروز، ومقطوعات لعازف البيانو ريتشارد كلايدرمان، ثم عزف لأغاني كبار الملحنين المصريين من أمثال زكريا أحمد وكمال الطويل، إلى جانب مؤلف الأغاني البرازيلي زيكوينها أبريو. أما الجمعة، فتنطلق الأمسية الثانية التي ستقدم فيها فرقة «تخت الإمارات» بقيادة الفنان الإماراتي علي عبيد عدداً من الأغنيات الخليجية، تتبعها فقرة من الكلاسيكيات العربية لفيروز وعازف العود العالمي منير بشير. وفي الختام، تقدّم الفرقة مختارات عالمية تمثل ثمرة تعاون الفرقة مع فنانين من أفريقيا والعالم العربي. وخصص مهرجان أبو ظبي يوم 25 من الشهر الجاري للاحتفاء بمؤلفات الأخوين عاصي ومنصور الرحباني في أمسية من إعداد غدي وأسامة الرحباني بعنوان «الإرث الرحباني».