شددت الأممالمتحدة على أهمية إنهاء العنف ضد المرأة، مشددة على ان هذا الأمر يعد مسألة حياة أو موت. وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون إن إنهاء العنف ضد النساء يعد مسألة حياة أو موت، مشيراً إلى ان ملايين السيدات والفتيات يعانين من تلك الآفة الدولية في مختلف أنحاء العالم. وأضاف إلياسون في افتتاح الدورة السابعة والخمسين للجنة الأممالمتحدة المعنية بوضع المرأة، والتي تمتد حتى ال15 من الشهر الحالي، "يجب أن نضع حداً لهذه المظاهر الصارخة من الوحشية وانعدام المساواة وانتهاك حقوق الإنسان، يجب أن نوفر المساعدة الملموسة للمتضررات من خلال التمويل وتقديم المشورة والموارد التي تمكنهن من الوقوف واستعادة حياتهن". وتابع "يتعين علينا أن نمكّن الضحايا ليساعدونا في تشديد القوانين ومقاضاة المجرمين ولإحداث تغيير جذري في العقول، ببساطة يجب أن ينتهي العنف ضد المرأة." وقال إلياسون إن مشكلة العنف ضد المرأة توجد في جميع دول العالم حتى الأكثر استقراراً وتقدماً منها. وأوضح ان "العنف ضد المرأة موجود في مناطق الحروب وكذلك المجتمعات المستقرة، في العواصم والقرى، في الأماكن العامة والخاصة، إنه ظاهرة غير مقبولة في حياتنا اليومية يجب أن نرد عليها في كل مكان وعلى كل المستويات، بما يعني تشجيع الرجال والفتيان أيضاً على أن يقفوا ويقولوا لا للعنف ضد النساء." وتعقد أعمال الدورة الحالية للجنة في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك تحت شعار القضاء على جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات ومنع وقوعه، وتجتمع وفود من الدول الأعضاء بالأممالمتحدة ومنظمات مجتمع مدني وغير حكومية وشخصيات بارزة للمشاركة في الاجتماعات السنوية التي تعقد تحت شعار منع ووقف جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات. من جهتها أكدت المديرة التنفيذية لهيئة الأممالمتحدة للمرأة ميشيل باشيليت في كلمتها ان العالم لا يستطيع تحمل التكلفة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للعنف ضد النساء والفتيات. وسردت باشيليت قصصاً مؤلمة لنساء تعرضن للاغتصاب والعنف من مختلف الدول من الولاياتالمتحدة ومالي ومولدوفا وغيرها. وشددت باشيليت على الحاجة إلى التزام قوي والعمل لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات. وقالت "حققنا خلال العقود الماضية تقدماً في مجال وضع المعايير والقواعد الدولية والقوانين والسياسات والبرامج الوطنية، ولكن العنف ضد النساء والفتيات ما زال منتشراً، وما زال الإفلات من العقاب سائداً، الآن يجب علينا التصدي لتحدي التطبيق والمساءلة، إن رسالتي هي: الآن هو وقت العمل." وأشارت إلى المشاركة الواسعة من مختلف دول العالم في أعمال الدورة ال75 للجنة، وقالت إن عدد ممثلي المجتمع المدني الذين سجلوا أسماءهم للمشاركة في الدورة بلغ ستة آلاف ليتخطى الأعوام الماضية. وقد عملت لجنة الأممالمتحدة المعنية بوضع المرأة على مدى أكثر من ستة عقود ووثقت واقع حياة النساء بأنحاء العالم وشكلت السياسات الدولية حول المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وعززت النهوض بالنساء واعتبار حقوقهن حقوقا للإنسان كما وضعت اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة المعروفة باسم (سيداو).