غاب الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عن صلاة عيد الأضحى صباح أمس، في المسجد الكبير وسط العاصمة، على رغم أن مراقبين توقعوا استغلال الرئيس هذا الموعد البروتوكولي لدرء حديث متنامٍ عن غيابه عن ممارسة مهامه الدستورية. ودرج الرئيس منذ اعتلائه سدة الحكم في عام 1999، على حضور هذا الموعد، إلا أنه هذا العام ناب عنه رئيس مجلس الأمة عبدالقادر بن صالح والوزير الأول عبدالمالك سلال ورؤساء الهيئات الدستورية إلى جانب الطاقم الحكومي وأعضاء السلك الديبلوماسي للدول الإسلامية المعتمدة في الجزائر، بينما سُجلت غيابات عدة لرؤساء الأحزاب الذين درجوا على حضور المناسبة لتهنئة الرئيس. وترافقت صلاة العيد بتغطية إعلامية واسعة اعتقاداً بأن الرئيس سيدشن عودته إلى الظهور الإعلامي من المسجد الكبير، إلا أنه يبدو أن حالته الصحية لم تسمح له بالتنقل لحضور تلك المناسبة الدينية. وقد يشكل هذا الغياب مادة جدل لأحزاب معارضة عادت في الأيام الأخيرة لإثارة مسألة «حالة الشغور» في منصب رئاسة البلاد، قياساً ل «الغياب الملحوظ للرئيس ومحيطه». وعاد هذا الطرح للبروز في لقاء موسع لمعارضين جددوا مطلب «انتقال السلطة». وتلقى كل من سلال وعبدالقادر بن صالح ومحمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، التهاني بحلول العيد من أعضاء الطاقم الحكومي وسفراء الدول الإسلامية وبعض قادة الأحزاب السياسية وجموع المصلين. وسُجِّل غياب كثير من القادة السياسيين عن صلاة العيد، فلم يحضر رئيس الحكومة السابق عبدالعزيز بلخادم كما لم يحضر أي من قادة الأحزاب الإسلامية على رغم أن الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني تعوّد مشاركة بوتفليقة صلاة العيد. على صعيد آخر، نوه وزير الاستثمار السوداني مصطفى عثمان إسماعيل المبعوث الخاص للرئيس عمر البشير، بالدور الديبلوماسي للجزائر في المنطقة وبالمجهود الذي تبذله لإعادة الاستقرار في ليبيا. وقال المسؤول السوداني في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، في ختام زيارته الجزائر، إن الرسالة التي حملها إلى الرئيس الجزائري من نظيره السوداني تتعلق بتطورات الأوضاع في كل من السودان ودول الجوار، بخاصة في ليبيا، إضافة إلى بحث سبل تطوير العلاقات السياسية الاقتصادية بين الجزائر والسودان. وأعرب عن أسفه إزاء الأوضاع التي تعيشها ليبيا، آملاً في أن يستعيد هذا البلد استقراره قريباً. وشدد على أن دور الجزائر في إعادة الاستقرار إلى ليبيا مرغوب ومدعوم ومحمود من جانب السودان وبقية دول الجوار الليبي.