اعتبر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن الحرب التي يخوضها شعب كردستان ضد تنظيم «داعش» هي معركة الوجود الكردي، فيما منع التنظيم سكان المناطق التي تقع تحت سيطرته من زيارة المقابر في اليوم الأول من العيد. وقال بارزاني في رسالة تهنئة بمناسبة عيد الأضحى «يحل العيد هذا العام وشعبنا يخوض معركة مصيرية ضد الإرهابيين»، مضيفاً أن «بيشمركتنا البواسل يسطرون انتصارات يومية كبرى في هذه المعركة». واعتبر أن «المعركة هي معركة الوجود بالنسبة لكردستان ضد قوة غاشمة تمكّنت في ما مضى من هزيمة جيشين واستولت على أسلحتهما المتطورة لتهاجم بها كردستان». وأضاف: «إلا أن قوات البيشمركة تصدت لها بكل بسالة وتمكّنت من إيقافها ودحرها في العديد من المناطق». وتابع: «البيشمركة تحارب اليوم الإرهابيين نيابة عن جميع البشرية استناداً إلى القيم العليا التي يحملها شعب كردستان من إيمانه العميق بالتعايش السلمي والديموقراطية والحرية، والتي أدت إلى تشكيل تحالف دولي لدعم شعبنا». وأعرب عن أمله بأن «يحمل العيد انتصارات أكبر لشعبنا وتعيش كردستان في ازدهار وسلام واستقرار دائم». من جهة أخرى، توعّد التنظيم سكان ناحية السعدية شمال شرقي بعقوبة بعقوبات شديدة في حال زيارة المقابر لمناسبة حلول عيد الأضحى، كما هي عادة سكان المدينة. وبيّن القيادي في «الصحوة» رعد الجبوري ل «الحياة» أن «تنظيم داعش وزع بياناً في الناحية الخاضعة لسيطرته يمنع فيه زيارة القبور بعد أن نشر مسلحين قرب المقابر لمنع الأهالي من دخولها». من جهته أعلن القيادي في التحالف الكردستاني محما خليل عن تحرير ناحية زمار ومناطق عدة في سهل نينوى من تنظيم «داعش»، وقال إن «القوات الأمنية والبيشمركة ومقاتلي العشائر تمكنوا من تطهير ناحية زمار غرب الموصل ومناطق عدة في سهل نينوى من سيطرة تنظيم داعش»، لافتاً إلى أن «زمار تتمتع الآن بالاستقرار، والبيشمركة تتقدم باتجاه محور سنجار-ربيعة لتحرير كامل مدينة الموصل من داعش». وناشد خليل عشائر وأهالي محافظة نينوى «التعاون مع الجيش وقوات البيشمركة لتحرير الموصل»، معتبراً أن «تحريرها وتطهيرها من داعش سيعود بالفائدة على العراق بأكمله». كما أفاد مصدر أمني في محافظة ديالى أن «مسلحي داعش هاجموا، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، مقراً أمنياً لإحدى سرايا الجيش قرب سد حمرين شمال شرقي بعقوبة وقتلوا 13 جندياً». وأكد مسؤول أمني رفيع ل «الحياة» أن «مسلحين يحملون رايات الحشد الشعبي اقتحموا سرية للجيش قرب سد حمرين وقتلوا 13 جندياً». وأوضح أن «مسلحي داعش نجحوا في إيهام جنود السرية بأنهم متطوعون قدموا لإسناد دفاعاتهم ضد هجمات داعش». ويعتبر الهجوم الذي نفذه مسلحو «داعش» هو الأول بعد تأكيد قيادة عمليات دجلة تطهير جميع مناطق حمرين من المسلحين. وكان مسلحو «داعش» قاموا بإغراق ناحية المنصورية (40 كلم شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى) بعد أن فتح مياه نهر الخالص على مركز الناحية لعرقلة تقدم القوات الأمنية. وأكد رئيس المجلس المحلي راغب زيدان «تدمير 3000 دونم من الأراضي الزراعية وارتفاع منسوب المياه نحو مترين داخل الدور السكنية، ما أدى إلى نزوح عشرات الأسر عن مناطقها». وتواجه القوات الأمنية صعوبة في تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» بسبب اتساع الأراضي الزراعية واتخاذ التنظيم السكان دروعاً بشرية. ويؤكد الناطق باسم قيادة شرطة ديالى العقيد غالب الجبوري ل «الحياة» أن «الأجهزة الأمنية تمكّنت من طرد مسلحي «داعش» من أغلب المناطق، وأن هناك خططاً لاقتحام مناطق أخرى لتطهيرها من الإرهابيين». إلا أن قيادات أمنية أخرى أكدت ل «الحياة» صعوبة إحراز تقدم في المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين من دون انتفاضة أهالي تلك المناطق. وتعتبر ناحية السعدية التابعة لقضاء خانقين أبرز معاقل تنظيم البغدادي ويتحصن فيها ما لا يقل عن ثلاثة آلاف مسلح. ويؤكد قادة ميدانيون في تنظيم الصحوة أن «انتشار المسلحين بين المنازل واتخاذهم مقرات هناك لقيادة وإدارة الناحية تسبب في عدم اقتحام قوات الجيش أو استهداف التنظيم بضربات جوية، خشية قتل مدنيين، وأن تطهير السعدية مرهون بانتفاضة الأهالي». من جانبه دعا النائب الثاني لرئيس مجلس النواب آرام شيخ محمد التحالف الدولي إلى استمرار الدعم لمحاربة «الإرهاب وعصابات داعش». وقال، في كلمة العراق في التجمع البرلماني لحلف الناتو الذي عقد في مدينة كاتانيا، «ما يجري في العراق مأساة ومعاناة وانتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان حتى وصل الأمر إلى بيع النساء في الأسواق في المناطق المحتلة من قبل عصابات داعش». واعتبر أن «الإرهاب خطر دولي يشكّل تهديداً ليس على العراق فقط بل على أمن منطقة كبيرة كالشرق الأوسط، وأن خطر الإرهاب اليوم يتحدى العالم بأسره».