يبدو أن مهنة الحلاقين السعوديين هي الأكثر رفاهية بين المهن في السعودية، إذ يعمل نحو 150 شاباً سعودياً خلال موسم الحج في برنامج «الحلاقة الآمنة»، لمدة ثلالة أيام في العام فقط، التي تشرف عليها المؤسسة العامة للتدريب الفني والتقني وأمانة العاصمة المقدسة. وأوضح رئيس اللجنة التنفيذية لبرنامج الحلاقة الآمنة عبدالحق سندي ل «الحياة» أن كافة العاملين في برنامج الحلاقة الآمنة من الشبان السعوديين المتخرجين من تخصص الحلاقة، أو الحاصلين على تدريب متخصص في معهد التدريب الفني، معتبراً أن البرنامج يتم تنفيذه لتشجيع الشبان السعوديين، والذي يتم من خلاله توفير الأدوات والمستلزمات الخاصة بالحلاقة. وبيّن أن البرنامج يستفيد منه سنوياً 150 شاباً، اذ يتم الإعلان عنه للتسجيل فيه وقبول المتقدمين قبل بدء موسم الحج بنحو شهرين، مشيراً إلى أن الهدف من البرنامج توفير فرص عمل للشبان السعوديين، وضمان حلاقة خالية من الأمراض من خلال استخدام أدوات حلاقة آمنة تستخدم لمرة واحدة فقط. وأضاف: «يستفيد الشبان من كامل الدخل دون أن يحتسب عليه أي أجور بدءاً من الموقع وحتى الأدوات المستخدمة للحلاقة والتي توفر له بالمجان، إذ إن الحلاقة تبدأ من مساء يوم عرفة وحتى يوم 13 من ذي الحجة، ويعطى الشاب الحرية في الوقت الذي يرغب فيه». وأفاد بأن عدد الحجاج ممن يقومون بالحلاقة داخل موقع البرنامج يصل إلى نحو 20 ألف حاج في اليوم الأول، فيما حددت كلفة الحلاقة بمبلغ 25 ريالاً للماكينة و35 ريالاً لحلاقة الموس، مؤكداً أنها تحت متابعة 31 مشرفاً تابعين للمؤسسة العامة للتدريب الفني والتقني. من جهته، قال أحد الشبان السعوديين العاملين في برنامج الحلاقة الآمنة سعود الحربي ل «الحياة»: «إنني أحصل على تدريب متخصص في المعهد المهني لمدة ثلاثة أشهر، وفائدته انعكست علي طيلة ستة أعوام»، مشيراً إلى أنه يحرص على التسجيل في المشروع سنوياً، وذلك لما يحقق له العمل من خلال البرنامج مردوداً مادياً جيداً. وأضاف: «يبدأ العمل من مساء يوم عرفة، ويعمل الشبان في البرنامج بالحلاقة لعدد يتراوح بين 10 و 15 شخصاً في الساعة، والتي تعتمد على سرعة ومهارة كل شاب، وهذا له بالغ الأثر في الاستفادة مادياً ومهنياً من البرنامج». وفي الوقت الذي ما زالت الحلاقة العشوائية تشكل ظاهرة موسمية داخل مشعر منى في الحج، مسببة سوقاً سوداء لبيع مستلزمات الحلاقة، وصل سعر موس الحلاقة الذي لا يتجاوز سعره خمسة ريالات إلى 100 ريال في المشاعر يوم أمس، متجاهلين التحذيرات التي تطلقها الجهات الرقابية من عشوائية أدوات الحلاقة والأضرار الصحية التي تسببها.