احتفل مقاتلو ومناصرو التنظيمات الإرهابية بعيد الأضحى المبارك أمس، وفق طرقهم الخاصة، إذ نعت «جبهة النُصرة» (ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية) أحد مقاتليها «الشرعيين»، الذي قضى في قصف جوي مساء أول من أمس الجمعة. وعلى رغم توظيف العناصر الإرهابية للتقنيات الحديثة في الحشد والتعبئة، إلا أن محمد الفالح كان يقاطعها، بسبب ما عُرف عنه من «تشدد». فيما نعى تنظيم «جيش المهاجرين والأنصار» في سورية (محسوب على «داعش») أحد مقاتليه السعوديين، الذي لقي حتفه خلال اقتحام أحد مباني الجيش السوري. فيما بث مقاتلون في عدد من التنظيمات الإرهابية أمس مقاطع مصورة لاحتفالات عيد الأضحى، ملتقطة في معسكرات قتالية متفرقة في سورية والعراق. وقضت غارة جوية مساء يوم عرفة (الجمعة الماضي) على السعودي محمد الفالح المكنى ب «أبي سعد النجدي». وذكرت مواقع إخبارية سورية أن عدداً من المقاتلين الأجانب سقطوا أول من أمس الجمعة في ريف اللاذقية، جراء ضربات الجيش السوري. ويعد الفالح أحد أبرز القادة «الشرعيين» في «جبهة النصرة»، التي انضم إلى صفوفها قبل أكثر من عام، معلماً للحديث والعقيدة في معسكراتها. ويعد الفالح «الأمير الشرعي» لمعسكر التدريب التابع لجبهة النصرة في ريف اللاذقية. وعلى رغم إصابة الفالح قبل أشهر بإصابات «بليغة»، إلا أنه أصر على الوجود في ساحات القتال وإمامة أحد الجوامع في المنطقة، حتى قضى مساء الجمعة الماضي في غارة جوية. وكان الفالح أحد الموقوفين في السجون السعودية لأعوام عدة. وبحسب زملائه في التنظيم فإن الفالح «عُرف بورعه وتشدده الديني، إذ كان لا يُبيح التصوير ولا استخدام المواقع الاجتماعية». إلى ذلك، لقي السعودي أحمد الزهراني حتفه أول من أمس، أثناء اشتباكات دارت في منطقة جندراب في ريف حلب، خلال محاولته إنقاذ أحد زملائه المصابين، إلا أنه أصيب بطلقة نارية قضت عليه فور دخوله المبنى. وقاتل الزهراني المكنى ب «أبي عزام المدني» في اليمن قبل انضمامه إلى «جيش المهاجرين والأنصار» في سورية أخيراً، والذي يُصنف «جماعة جهادية» في سورية يغلب على مقاتليها الجنسية الشيشانية. وبايع بعض مقاتليها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، بعد أن أعلن قائد الجماعة أن لكل مقاتل حرية الاختيار. من جهة أخرى، بث عدد من مقاتلي «داعش» أمس، مقاطع مصورة لاحتفالاتهم بعيد الأضحى المبارك، والذي احتفلوا به داخل معسكراتهم القتالية، ووفق طرقهم الخاصة. وظهر في بعض المقاطع عدد من المقاتلين السعوديين، الذين عبروا عن احتفالهم بإطلاق النار داخل العربات الحربية، وإنشاد الأبيات الجهادية التحريضية، وربطها في بيعة أبي بكر البغدادي، الذي نصب نفسه «خليفة المسلمين». فيما بُثت أيضاً مقاطع مصورة لخُطب العيد داخل مساجد في مناطق يسيطر عليها التنظيم في كل من سورية والعراق.