اختار مهرجان «الدوخلة» أوبريتاً يستحضر من خلال كلماته ولوحاته التمثيلية البعد الوطني، وما يعزز اللحمة والوقوف ضد من يهدد أمن الوطن وتعايشه. وكأنما «اللحمة الوطنية» هي رسالة المهرجان في نسخته العاشرة، التي أطلقها أمس محافظ القطيف خالد الصفيان، برعاية «الحياة». وفيما كانت الأسر تستعد لرمي «الدواخل» صباح أمس السبت، قررت إدارة المهرجان تأجيل الافتتاح الشعبي حتى صباح اليوم الأحد، بالتزامن مع انطلاق كل الفعاليات في جميع الأركان المقامة على أرض المهرجان أمس السبت». وشارك في «أوبريت الدوخلة» أكثر من 60 ممثلاً مسرحياً من الفئات العمرية كافة، وقدموا عشر لوحات تمثيلية. وهو من تأليف وإخراج حسين آل عبدالمحسن، والأشعار المقدمة للشاعرين ياسر المطوع، والزميل منير النمر. وقال المسؤول عن مسرح «الدوخلة» ياسر الحسن: «كان العمل على إعداد المسرح قائماً على قدم وساق حتى الدقائق الأخيرة للافتتاح. ولم نتوقع أن يكون الحضور جماهيرياً، فالطاقة الاستيعابية للمسرح 900 مشاهد، فيما لم يكف ذلك الحضور، وحاولنا توفير مقاعد إضافية، فيما فضل بعضهم المشاهدة وقوفاً على جوانب المدرج، لعدم وجود كراسي كافية». وطالب المهندس شاكر آل نوح، في كلمة ألقاها نيابة عن أهالي محافظة القطيف ب«تدشين قرية تراثية دائمة في موقع «الدوخلة»، تعكس تاريخ المنطقة، وتستقطب الزوار طوال العام»، مضيفاً: «يجري العمل بجهد كبير لإقامة القرية التراثية، ومن المؤلم إزالة كل هذا الجهد سنوياً، واقتلاعه من جذوره. ومن الجميل أن يتم تخصيص جناح ضمن القرية التراثية لاستضافة منطقة من مناطق المملكة سنوياً، لاستعراض تراثها ومورثوها الشعبي». وتحدث آل نوح عن إطلاق مهرجان «الغوص واللؤلؤ»، في بلدة دارين، مؤكداً «تجاوب الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، مع مثل هذه المقترحات». وقال رئيس العلاقات العامة والإعلام في بلدية محافظة القطيف جعفر المسكين: «طرحت البلدية مسألة إقامة القرية التراثية بشكل دائم قبل عامين، ولكن الأمر ما زال قيد الدرس، وهناك أنظمة علينا أن نسير عليها ونعمل وفقها». يذكر أن مهرجان الدوخلة يقام على مدى عشرة أيام في كورنيش سنابس من جزيرة تاروت، وعلى مساحة 50 ألف متر مربع، ويقدم فعاليات ثقافية وترفيهية وفنية وتراثية واجتماعية وصحية. 600 متطوع ومتطوعة يعملون من دون لجان خضع المتطوعون المشاركون في مهرجان «الدوخلة» إلى عدد من الدورات التدريبية قبل انطلاق المهرجان. وقدرت رئيسة اللجنة الإعلامية ل«الدوخلة» عرفات الماجد، عدد المتطوعين بنحو 600 متطوع ومتطوعة. وقالت: «لا يتم تخصيصهم ضمن لجان معينة للعمل ضمن المهرجان، وإنما بحسب حاجة أي قسم من أقسام المهرجان إليهم، وعمل في تنظيم المسرح لحفلة الافتتاح متطوعون للعمل في المسرح والعلاقات العامة والإدارة أيضاً. ويبلغ العدد الكامل للعاملين في المهرجان 800، بمن فيهم العاملون في الأقسام الإدارية للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في سنابس، وهي الجهة المنظمة للمهرجان». ولاحظ الجمهور في حفلة الافتتاح مساء أمس وجود كوادر تُعنى بحماية الطفل ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين حضروا الحفلة، لمساعدتهم في الدخول إلى المسرح، وتوفير أماكن لهم في الصفوف الأمامية. وأيضاً من ضمن ما يهتمون به ضياع الأطفال، أو لجوء طفل إلى النوم. وهذا ما حصل أمس، إذ بادر أحد المتطوعين لحمل طفل نائم والبحث عن ذويه. وذكرت الماجد أنه «لا توجد لجنة مخصصة للطفل أو ذوي الاحتياجات الخاصة. ولكن جميع المتطوعين يلتفتون إلى ذلك، فيبادرون للمساعدة، سواءً في القسم الرجالي من المتطوعين أم النسائي، فهذا عمل إنساني نابع من قلب المتطوعين، الذين ضحوا بالوقت والجهد لإدخال الفرح على قلوب الجميع».