بعد أن أصبح الإقبال على شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت ظاهرة متصاعدة في عُمان، أسوة بما هو حاصل في معظم الدول، نظّمت مدرسة «ذات النِطاقَين» في ولاية عبرى ندوة عن التواصل الاجتماعي بعنوان «مَعين بين يديك... كيف تستفيد منه». ورعى الندوة المهندس جميل العاصمي مدير الإدارة التعليميّة في عبرى، وحضرها لفيف من المفكرين ورجال الدين وعلماء الاجتماع واختصاصيي تقنية الاتصالات. وألقت الاختصاصيّة نائلة البلوشي، وهي خبيرة فى التنمية البشرية، محاضرة بعنوان «أسرتي والتكنولوجيا الحديثة» استهلتها بالمقارنة بين تجمّع العائلة قديماً وحديثاً. وذكرت أن اجتماعات العائلة قديماً كانت تتسم بالتفاعل والسمر والدفء، بينما بات أفرادها الآن يتسمرون أمام التلفاز والإنترنت. وفيما كانت الأم والأب هما مرجعية الأسرة، صار التلفاز والحاسوب يؤدّيان ذلك الدور حاضراً. الواقع الافتراضي ليس... واقعيّاً في السياق عينه، نصحت البلوشي مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالتخفيف من الانخراط في الواقع الافتراضي عبر ممارسات تعطي الأولوية للتواصل المباشر مع أفراد الأسرة، محذّرة من تسبّب شبكة الإنترنت في هشاشة العلاقات الاجتماعية، ومساهمتها في ظاهرة التفكّك الأسري. وأكّدت البلوشي أن التصاق الناس بالتقنيات يساهم في تأثرّهم بثقافات لا تنسجم مع معطيات مجتمعاتهم، كما تزيد في الميل إلى التقليد الأعمى الذي ربما تنافى مع الدين والثقافة والتقاليد في عُمان. وشرحت تأثير الإعلانات على خيارات الأطفال وتوجّهاتهم، مشيرة إلى مساهمة الإنترنت في توتر العلاقات الأسرية. وأوضحت أن العاملين كانوا مضطرين أن ينهوا أعمالهم أثناء أوقات العمل، لكن التطور التقني دفعهم إلى استكمال العمل في المنزل، ما يقتطع من الوقت المخصّص للأسرة. وحذّرت البلوشي الطلبة من إدمان شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى تأثيرها سلباً على الأداء الدراسي، ومبيّنة أهمية التنبّه لإدارة الوقت. ونصحت أولياء الامور بمراقبة أطفالهم، وترشيد استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي، وعرض تجارب ضحايا الانترنت معهم، إضافة إلى تكثيف الاهتمام باللقاءات العائلية الفعليّة على غرار وعدم السماح لأحد بتناول الطعام وحيداً في المنزل. وشدّدت على أضرار الاعتماد على التلفزيون في التربية، مشيرة إلى أهمية ترسيخ القيم الإسلاميّة، وإزالة الحواجز بين الآباء والأبناء. وحذرت من ترك الطفل ليتصفح الإنترنت وحده.