لا زلت أتذكر بدايات دوري أبطال آسيا عندما انطلقت بتصفياتها في أغسطس 2002، لم يتوقع لها النجاح، بدأت وسط انسحاب فرق واستهتار بعضها، ليس على مستوى غرب آسيا وحسب، بل إن أندية جنوب ووسط آسيا والآسيان، لكن أندية شرق آسيا لم تعطِ البطولة حقها، حتى ضمنت بأن من يحصد لقبها يتأهل لكأس العالم للأندية. كانت البطولة لا تزال في عامها الأول، كالطفل الذي لا يفهمك ولا تستوعب طلبه! اليوم هذا الطفل أو هذه البطولة، أصبحت في عامها ال11، أصبحنا نفهمها مع أي عام يأتينا، بعد أن كانت بطولة «مكملة» للإنجازات بالنسبة لنا، أصبحت الآن المطمع الأول، ليس لجميعنا، إنما من يرى في نفسه بأنه يستحقها ويقدر عليها. لعل الذكريات السعيدة للفرق العربية تجرفنا دائماً إلى لترشيح أنديتنا العربية للفوز باللقب، ولعل الواقع المرير لسيطرة شرق آسيا يجعلنا نحبط ونيأس، لكن واقع دوري أبطال آسيا منذ استحداثه في 2003 يشير دائماً إلى أنها تعطي من يعطيها، من دون النظر إلى تاريخ وعراقة الفرق في البطولات. لا أقلل من قيمة الأندية المعروفة آسيوياً عندما أشير إلى حقائق ثابتة قدمتها لنا هذه البطولة طوال الأعوام العشرة، فمثلاً تشير الحقائق إلى أن بونيودكور الأوزبكي - تأسس في 2005 - من أنجح فرق آسيا ولو لم يحقق اللقب، هذا الفريق استطاع الوصول إلى نصف النهائي من دوري أبطال آسيا 2008، عندما كان يلعب ضمن غرب القارة، وفي النسخة الماضية، شارك ضمن شرق القارة وحقق الإنجاز نفسه. بونيودكور معناها بالأوزبكية «الصانعون»، حقق إنجازاً نعجز عنه نحن العرب، عندما بدأ منافسات النسخة الحالية بهزيمة سانفريس هوريشيما، بطل الدوري الياباني وسط أرضه وجماهيره. السؤال: لماذا لا يكون مرشحاً! من كان يتوقع أن يصل الكرامة السوري إلى نهائي نسخة 2006؟ تجاوز فرق أعظم تاريخ وعراقة منه في هذه البطولة. أوروا ريدز الياباني بطل نسخة 2007، مواطنه غامبا أوساكا بطل نسخة 2008، فرق لا تاريخ لها على المستوى الآسيوي! حالات تفوق أندية غرب آسيا جاءت بمحاولات فردية منها لا علاقة لها بتاريخ وعراقة المسابقات لديها، والدليل في العين الإماراتي واتحاد جدة السعودي والسد القطري! حالات تفوق شرق القارة لا علاقة له بتاريخ وعراقة منتخباتها، فمنتخب كوريا الجنوبية لا يعتمد أساساً على لاعبيه المحليين، وهو يملك 20 لاعباً محترفاً يستدعيهم المدرب تشوي كونغ هيي لأداء المباريات الرسمية! أعرق دوري للمحترفين في آسيا وأقواها، الدوري الياباني، لم تصل أنديته إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا منذ 2009! لو كان التاريخ والعراقة عاملين مؤثرين في كرة القدم، لكان منتخب سنغافورة - تأسس عام 1892 - من أفضل منتخبات آسيا على الأقل، ونادي موهون باغان الهندي - تأسس 1889 - ومن أفضل الأندية الآسيوي حالياً على الأقل. [email protected] MansourAD@