فيما يتعزز مشهد المراوحة السياسية في كثير من الملفات مع حلول عيد الاضحى، بقي الأمن مفتوحاً على اكثر من صعيد، وخصوصاً في ملف العسكريين المخطوفين لدى جبهة «النصرة» و «داعش» في جرود عرسال منذ 2 آب (اغسطس) الماضي. وفي هذا السياق، انتقل وزير الصحة وائل أبو فاعور الى ضهر البيدر مرة جديدة امس، في زيارة هدفها وضع أهالي العسكريين، في أجواء المداولات التي تمت في مجلس الوزراء، وكان محورها سبل تحرير أبنائهم. الا ان ما حمله اليهم، لم يغير في قرارهم المضي في قطع طريق ضهر البيدر، على رغم تواصلهم هاتفياً مع رئيس الحكومة تمام سلام، في حضور ابو فاعور الذي قال: «من حق الاهالي ان يعرفوا ماذا يجري وموقف الحكومة من هذه القضية»، مشيراً الى «إجماع حكومي على أن هذه القضية وطنية وعلى ضرورة تحرير العسكريين بكل الوسائل المتاحة، والى أن هذه القضية تتقدم الأولويات ولا احد في الحكومة يستخف بهذه المحنة». وأكد ان «النقاش كان ايجابياً أمس، وطرحت المقايضة، هناك من ايدها، وهناك من تحفظ عنها، لم يتم الاتفاق على المقايضة، لكن لم يتم الاتفاق على عدم المقايضة»، موضحاً ان «الاتفاق الذي حصل هو على اطلاق يد رئيس الحكومة ووزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام للأمن العام عباس ابراهيم، وتم محضهم الثقة الكاملة من الحكومة بكل تلاوينها السياسية لاستكمال المفاوضات التي بدأوها، وحتى اللحظة ما زلنا في عملية تمهيدية وتبادل حسن النوايا وتبادل الايجابيات، وحتى اللحظة الامور تتحرك واللواء ابراهيم مع وزير الداخلية يتابعها يومياً مع رئيس الحكومة، وتبادل الايجابيات قطع مراحل مهمة نأمل بأن تصل الى خاتمة سعيدة». وأشار ابو فاعور الى ان «الاهالي يعرفون ان مسألة قطع الطريق باتت عبئاً كبيراً عليهم وعلى اللبنانيين، لكن نترك لهم ان يقرروا ما هو مناسب، بخاصة في ظل عدم توافر أي ضمانات لسلامة العسكريين». وأعلن ابو فاعور ان «الحركة القطرية ايجابية، ونشكر الدوحة على هذه الجهود الاساسية والامور لا تزال على ايجابيتها في المرحلة التمهيدية». وعن بيان «جبهة النصرة» الاخير، قال: «للأسف، نحن نعيش على ايقاع هذه البيانات، لكن لا يمكن ان نتجاهلها»، مضيفاً: «بتقديري، حل القضية سيتطلب وقتاً، ونطلب من الاهالي مزيداً من الصبر والتفهم». وبعد مغادرة الوزير ابو فاعور، أكد الاهالي في بيان أنهم «سيستمرون في قطع الطرق وسيعيّدون الاضحى في ضهر البيدر»، معتذرين من المواطنين عن كل أذى يتسببون به «لكن وضع من يديه في النار لا يشبه من يديه في الماء»، داعين اللبنانيين الى مشاركتهم العيد في ضهر البيدر. وتمنوا على الحكومة «الاسراع في عملية التفاوض». وتوجهوا الى الخاطفين بالقول: «ارحموا من في الارض، يرحمكم من في السماء، ونحن مستمرون في قطع الطريق حتى إشعار آخر». اتصالان للمرة الاولى في غضون ذلك، تلقى أهل العسكريين المخطوفين لدى «داعش» ابراهيم مغيط ومحمد يوسف للمرة الاولى اتصالاً من ولديهما. وأوضح والد يوسف ان ابنه طمأنه الى صحته وصحة رفاقه، وأكد له أن «داعش» تعاملهم معاملة جيدة، داعياً الاهالي الى «الاستمرار في قطع الطرق لأنها الوسيلة الوحيدة لإقناع الحكومة بتفعيل المفاوضات». وأعلن والد يوسف ان الاتصال جاء بعدما قام بمناشدة «داعش»، لأنه لم يسمع صوت ابنه منذ أن تم خطفه. وفي الشأن الامني ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» ان «دورية من مخابرات الجيش دهمت تجمعات النازحين السوريين في زغرتا، وفي بلدتي كرمسده، وراسكيفا، في القضاء، وأوقفت خمسة اشخاص للاشتباه بهم، كما صادرت دراجتين ناريتين من دون اوراق قانونية». كما افادت الوكالة بأن «الشرطة العسكرية نفذت عمليات دهم بالقرب من مجمع «غولدن بيتش» في انطلياس، وفي محلة نهر الكلب. وتم قطع الطريق البحرية المؤدية إلى بيروت لبعض الوقت لضرورات أمنية صباحاً، وشهد المسلك الغربي للأوتوستراد من جونيه وصولاً الى نهر الموت زحمة سير».