ليست المرة الأولى التي تواكب نهايات مباريات النصر خارجياً أحداثاً مؤسفة تشوه التنافس الرياضي وتضرب بالأخلاق عرض الحائط، والشرطة تقتحم الملعب لفض الاشتباكات، فيما يكثر الهرج والمرج والانفلات الأمني في كل اتجاه. مسابقتان مثّل النصر فيهما المملكة، إحداهما خليجية والأخيرة عربية، كلتاهما حظيت بالسيناريو ذاته ،يفوز الفريق في الرياض ثم يغادر لمباراة الرد منتشياً معتقداً أنه سيعود بالنتيجة، ولكنه يصدم بانتزاع التأهل من يده فتنقلب حال بعض أفراد الفريق رأساً على عقب، وتخرج الأمور عن نطاق السيطرة مع صافرة الختام التي لا تكون مسكاً بل ركلاً ورفساً وأخيراً بصقاً. في البطولة الخليجية انبرى الاتحاد السعودي لتبني قضية النصر في زعبيل من مبدأ «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً»، على رغم أن شراراتها الأول أوقدها طبيب النادي تجاه جماهير الوصل التي استفزها الموقف، فكان رد فعلها همجياً لا يمت للرياضة بصلة. لكن لأن الاتحاد مسيّر وليس مخيراً انتصر للنصر ببيان حاد اللهجة، كان أهم ما فيه أنه قرر حرمان الأندية السعودية من اللعب في بطولات الخليج، فخرج النصر من الموضوع بتعاطف الجميع والتباكي لأجله، حتى أن الأندية من شدة ولائها للاتحاد السعودي وتبعيتها المطلقة سايرته في إصدار بيانات تندد بما حلّ بالنصر وتعلن تضامنها معه. وأغلقت صفحة مشاركة الأندية السعودية خليجياً نهائياً، على رغم محاولات التوسّل الكثيرة ورسائل الاستجداء التي كانت توجّه للمسؤولين من اللجنة المنظمة لأجل رفع الحظر السعودي لكنها باءت بالفشل، والذي بقي سارياً ولم يفتح باب العودة إلا بعد أن قرر الاتحاد السعودي ترشيح النصر للبطولة العربية «رضاوة» ربما لإبعادهم عن بطولة الذكريات الأليمة. ولأن نتائج التساهل و«الطبطبة» وخيمة، عادت تفاصيل ملعب زعبيل عربياً في مباراة الرد مع العربي الكويتي، ولكن هذه المرة بكثير من «السوء»، فليس أقبح من أن يبصق أحد في وجه آخر، لأنها إهانة لا يطفئ نارها إيقاف أو غرامة، وإن كانت إدارة النصر سارعت لإصدار بيان اعتذار وإعلان إيقاف لاعبها مباراتين وفرض غرامة مالية عليه، فليس ذلك إلا اتقاء لرد فعل الإعلام والجمهور الرياضي الذي شاهد وعلى الهواء «أكبر وأقذر بصقة» في تاريخ الملاعب، وخشية من تأليب المسؤولين لإيقاع عقوبة أكبر «وفي هذه أستطيع أن أقول بثقة قروا عيناً وأبشروا بطول سلامة، فمن نصركم في زعبيل سيغض الطرف عن الكويت». هذا التصرف الأرعن على رغم أنه يمثل صاحبه إلا أنه يسيء كثيراً إلى سمعة وأخلاقيات الرياضيين السعوديين، ولكل من رشح النصر للمشاركة على رغم الأحداث السابقة التي كان طرفاً فيها. كما أنه يؤثر سلباً في الناشئة عندما يرون هذه المشاهد المخجلة، فيعتقدون أن نهاية المباراة بخسارة لا بد من أن تتبعها «رفسة أو بصقة»، ختاماً هل هذا جزاء الفزعة ونهاية الترشيح؟ [email protected] Qmonira@