هل هي عين ثالثة؟ أم قوة خارقة تخطت المألوف فسحقت الجميع؟ أم أنها حرقة مُنتقم انطفأت بتألق منقطع النظير؟ أفعال البرتغالي كريستيانو رونالدو رسمت الذهول على محيا 100 ألف يحيطون في كل مرة بملعب «الكامب نو» في مقاطعة «كاتالونيا»، ومقاطعة الانتصار ل«البرشا» تحت سمائه وفوق ميدانه في اللقاءين الماضيين، نشأت على يد عراب «الملكي» الذي وطّد علاقته مع شباك «الكامب نو»، ففي آخر ست زيارات ل«الريال» إلى برشلونة سجل رونالدو في ثماني مناسبات! لم يكن «الكلاسيكو» عسيراً في يوم من الأيام على «البلوغرانا»، حتى حضر مارداً تمرس صناعة الفوز، وأجاد قهر ميسي ورفاقه، ومن خلفهم أمة «كاتالونية» لم تنحنِ للخسارة إلا وهي تقف أمام «الدون» بلا قوة ولا حول. خماسية قبل 3 أعوام دوّنها التاريخ باسم برشلونة على غريمه مدريد، في لحظات كان فيها رونالدو متألماً وخانعاً، ولكنْ ثمة نيل كان يخبئه البرتغالي من «فرقة غوارديولا» وتلك الهزيمة القاسية، والنتيجة بعد ذلك آلت إلى خطف «ساحر مدريد» ثلاث بطاقات مهمة من أمام قاهريه، والبداية من محطة كأس ملك إسبانيا وفي العام ذاته (2011) ليثأر سريعاً بتسجيله هدف البطولة وتتويج ناديه باللقب، ومن ثم سرق فوزاً كان الأكثر أناقة وعلى مرأى أنصار «البرشا» في الموسم الماضي، وتحديداً في إياب الدوري الإسباني، وكانت أهداف رونالدو حينها سبباً رئيساً في حصول «المرينغي» على اللقب، وأخيراً رشفة أخرى من كأسه المرة تذوقها البرشلونيون على أرضهم ليلة أو من أمس التي توشحت رداء «الريال». هل سيكتفي رونالدو بانتقام أقصى برشلونة من ثلاثة استحقاقات؟ أم أن لغضبه بقية؟ أصوات تجهر في العاصمة تنادي متلذذه باستمرار نيل يمتع الأبصار، وأخرى تسر في «كاتالونيا» تتوسل أملاً في توقف سيل جرف سطوة كانت كذلك في يوم مضى.